نتنياهو يئد الصفقة ويجهض التهدئة
لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة أشهرٍ متواصلة، محاولات التوصل إلى صفقةٍ لتبادل الأسرى والمعتقلين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني، رغم أن الأخيرة غير جادة في مسعاها، وغير صادقة في نواياها.
للأبحاث و الدراسات
info@jsmcenter.org
007 915 148 55 99
(Phone, WhatsApp, Telegram, Viber)
لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة أشهرٍ متواصلة، محاولات التوصل إلى صفقةٍ لتبادل الأسرى والمعتقلين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني، رغم أن الأخيرة غير جادة في مسعاها، وغير صادقة في نواياها.
مواصلة الاحتجاجات وتطورها، قد تصبح واحدة من أهم الأدوات المؤثرة والفاعلة في وقف الحرب، وتغيير مجريات القضية، كما تُشير أيضا إلى تحولات أوسع نطاق في مواقف المجتمعات الغربية من القضايا الإنسانية في العالم والتي غالباً ما كانت غائبة عن دائرة اهتماماتهم.
يحاول المسؤولون الإسرائيليون عبثاً، على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، إقناع عشرات آلاف المستوطنين، الذين هربوا من بيوتهم ومنازلهم في المستوطنات والمغتصبات الصهيونية في الشمال والجنوب، العودة إليها والإقامة فيها، لكن محاولاتهم المحمومة ذهبت هباءً وباءت بالفشل.
بالرغم من أنه قد مضى زمن طويل على ظهور الكوجيتو الديكارتي، وبالرغم من أن العديد من الباحثين تناوله في دراساته، إلا أنه لا يزال هناك بعض الجوانب التي لم يتم بحثها. سنحاول، في مقالتنا هذه، إبراز هذه الجوانب ومناقشتها على المستويين المنطقي و المعرفي؛ وشيئاً فشيئاً سنستكشف التناقضات والإشكاليات التي تقود إليها.
اجتياح رفح أو معبرها، وإغلاق منافذها وإحكام الحصار عليها هي آخر فعلٍ يقوم به العدو ويلجأ إليه، وآخر الأوراق التي يستخدمها بعد يقينه بالعجز وإحساسه باليأس، فلم يبق في جعبته شيءٌ يقدّمه، أو وسيلة يعد بها مستوطنيه ويمنّي بها نفسه.
أصبح الرئيس بوتين نداً قوياً للنخبة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، و اختار طريق المواجهة المباشرة! عمل مع بعض الشركاء الدوليين لتغيير النظام العالمي من أحادي القطبية بزعامة أمريكية إلى نظام متعدد الأقطاب.
حوار مع المُنسّقَ العام للمؤتمر العلمي الدولي الثاني في الجامعة الأفروآسيوية، والمستشار الثقافي لمركز الدراسات الأفروآسوية، الكاتب الصحافي عبدالله العبادي والذي يشغل أيضاً مدير إدارة الإعلام بالأفروآسيوية، ليحدثنا بإسهاب عن أبرز محاور و أهداف المؤتمر.
منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الوقت الحاضر، لم يهيمن أي مفهوم بشكل كامل على الخيال الاستراتيجي بقدر ما سيطر مفهوم الردع. قال رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون: إن الردع هو «السلاح الرئيسي للبلاد – الخوف منا».
لن تطمئن المقاومة إلى وعود الوسطاء وضمانات الكفلاء بأن ربيبتهم ستخضع وستلتزم، وستقبل بالشروط وستحترم، ولن تعاود بعد استعادة أسراها الحرب من جديد والغارات مرةً أخرى، لعلمها أنها ضماناتٌ واهيةٌ ونوايا كاذبة!
فهل ستتمكن الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من إلزام الحكومة الإسرائيلية باحترام الاتفاق وعدم خرقه؟ والالتزام بالتنفيذ الدقيق لجميع بنوده دون تلاعبٍ واحتيال؟ وهي التي كما تدّعي قد سعت له وتوسطت من أجله، أم أنها ستصيخ السمع لهم من جديد!
كل الممارسات اليومية للناس صادقة وتنطلق من دوافعَ لا واعية ومتضادة، إن الخداع الأخلاقي الذي نعيشه اليوم مع أنفسنا، مسألة نفسية تتعلق بمستويات الوعي والقصد والإرادة، إنها ورطةٌ صحية تتعلق بمستويات اللاوعي الجمعي، وتعبيرٌ صريح عن مرض حضاري كبير.
نحن اليوم على أعتاب نظام عالمي جديد متعدد القطبية، بعد أن كان أحادي القطبية، فمن الطبيعي أن تنهار تلك الأمم المتحدة. لذلك، في ضوء الخروقات والجرائم الصهيونية في فلسطين، يبرز السؤال:
هل سقطت الأمم المتحدة حالياً، و يُتظر ولادة جديدة؟!
الذكاء الاصطناعي التوليدي هو فرع من الذكاء الاصطناعي يمكّن الآلات من تعلم الأنماط من مجموعات بيانات ضخمة ومن ثم إنتاج محتوى جديد بشكل مستقل بناءً على تلك الأنماط. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي جديد إلى حد ما، إلا أنه يوجد العديد من الأمثلة على النماذج التي يمكنها إنتاج النصوص والصور ومقاطع الفيديو والأصوات والنماذج ثلاثية الأبعاد.
نعتقد أن هذه المساعدات ستساهم في إبطاء تقدم الجيش الروسي و ليس أكثر، و زيادة حماية الأجواء الأوكرانية، و لكنها لن تؤدي إلى تغيير جذري على الجبهة.
حددت واشنطن المخاطر والمخاوف التي من الممكن أن تهدد الأمن القومي الصهيو-أمريكي، وهي الشرق الأوسط و أوروبا الشرقية و منطقة آسيا و المحيط الهادي. لذلك تم إقرار حزمة جديدة من المساعدات لهذه المناطق الثلاثة.
كان الشهيد محمد إبراهيم سرور “أبو جعفر”، اللبناني البعيد عن غزة سكناً وإقامةً، والمقيم في بيروت المقاومة والصمود، والمتحدر من بلدة اللبوة البقاعية الحدودية، يعرف أن مهمته خطرة، وأنها صعبة وغير سهلة، وأن العدو الإسرائيلي الذي يتربص بالمقاومة ويلاحق رجالها ويستهدف قادتها، لا يغيب عن عيونه المفتوحة وأجهزته الراصدة.
أدى الاستمرار الأمريكي في استخدام الأساليب القديمة إلى انكشاف الولايات المتحدة أمام العالم، الأمر الذي ساهم في تراجع مكانتها. لذلك فإننا نميل للإعتقاد بأن مخزون الولايات المتحدة من الأوراق القوية سينضب قريباً؛ لأن الصراعات الدائرة استنزفتها جميعها.
الغرب يعلن الحرب على كل شعب يعارض مصالحه، ولا قيمة لأحد أمام مصالحه الكبرى، يجيد الإبادة والاستئصال، ولا يرحم من يقاومه. لغته الوحيدة هي القوة، الحرب ثم الحرب، باسم الحضارة والانسانية وحقوق الأنسان والمواثيق الدولية.
لا يمكن أبداً الفصل بين الاستراتيجية الإسرائيلية والاستراتيجية الأمريكية تجاه الفلسطينيين عموماً، وتجاه قطاع غزة وأرضه وسكانه على وجه الخصوص، فكلاهما يتبعان نفس السياسة، ويتطلعان لتحقيق ذات الأهداف، ويريدان استمرار الحرب ومواصلة العدوان!
لطالما كانت موسكو بحاجة إلى شريكٍ موثوقٍ في إفريقيا والشرق الأوسط، يتمتع بمواصفات الوفاء للإتفاقيات والتعهدات، والسيادية في الحكم والقرار، والنفوذ والتأثير في المديَيْن الدوليَيْن القريب والبعيد، ويبدو أنها وجدت بالفعل في الجزائر ذلك الجسم الصّلب المرغوب من أجل مشاركته المصالح القومية في مواجهة التحديات الجيوسياسية المعقّدة الرّاهنة على المستويَيْن الإقليمي والقاري.
نحن بحاجة إلى مشروع مجتمعي مؤسساتي يعيد للقراءة والكتابة دورهما، مما يجعل الإعلام في صلب الموضوع، دفاعاً عن الثقافة الحقة وبعيداً عن نشر التفاهة والميوعة الأخلاقية. مشروع يستدعي انخراط كل مكونات المجتمع، كل من زاويته ومن مكانه، ليكون مؤثراً فعالاً في عملية التغير نحو مجتمع مثقف وواع.
يجب أن نعترف دائماً أنّ القدس وفلسطين تعطينا أكثر مما نعطيها، فقد كشفت عملية طوفان الأقصى حجم السخاء الفلسطيني تجاه الأمة العربية الإسلامية والعالم أجمع، فقد قدّمت لنا الكثير، لإحياء يوم القدس عالمياً.
تتمنى دولة الاغتصاب أن توجه الجمهورية الإسلامية ضربتها الانتقامية اليوم وليس غداً، لأنها تعيش في قمة القلق والتوجس والخوف من أن تكون الضربة خارج حساباتها، وعدم مقدرتها على الرد بالرغم من وقوف الولايات المتحدة لجانبها، لأنها لا تستطيع أن تدخل في معركة مفتوحة مع الجمهورية الإسلامية.
المجتمع بحاجة لعلماء دين و ليس لدعاة و رجال دين، علماء في الميدان لنشر التدين السمح، وتصحيح أخطاء المتشددين وأخطاء الساسة والحداثويين، والمتطفلين على الحقل الديني، لعلهم يستطيعون تحويل التدين إلى أداة لتخليق المجتمع و بناءه من جديد.
نتمنى أن تنجح التجربة السنغالية التي دلت على تماسك وحدة المطالب الشعبية التي اتسمت بالسلمية، وحققت مبتغاها، وأن لا نتفاجىء كما حصل حين آمنا ببعض التجارب في المنطقة و بالانتقال الديمقراطي و خاب ظننا.
الجريمة التي ترتكبها مكاتب التحويل المالية، العربية والفلسطينية، في قطاع غزة جريمةٌ كبيرةٌ، لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، ولا ينبغي الموافقة عليها أو تمريرها، فهي خيانةٌ وطنيةٌ، وجريمةٌ ضد الإنسانية!
فريق إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأفروآسيوية أجرى حواراً مع أ.د. فارس الرحاوي أمين عام المؤتمر العلمي الدولي الثاني، تطرّق فيه لظروف عقد المؤتمر والمرحلة التي تعيشها الأمة العربية ودور الشباب في البناء والتغيير.
يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي قد رفعت القيود التي فرضتها، أو خفّفت من درجة تطبيقها، وتوقفت نسبياً عن إغلاق الصفحات وحظر الحسابات، وسمحت للمحتوى الفلسطيني بالظهور والانتشار، ولم تعد تمارس ذات السياسة القاسية التي كانت تحظر الرواية الفلسطينية.
نخلص في القول إلى أنّ التنمية المستدامة يجب أن تكون مقرونةً برقابة وأمن يوفر بيئة جيدة للحياة الكريمة، فالاستثمار بحاجة لاستقرار سياسي، وغياب الأمن يعني شلل التنمية وانتشار منظومة الفساد ونهب الثروات.
إنّ أغلب أبناء شعوب أمتنا العربية والإسلامية على امتداد العالم كله، والكثير من الفلسطينيين في الوطن واللجوء والشتات، لا يستطيعون رؤية مشاهد القتل والدمار، وصور الحرب والعدوان، وفيديوهات النساء الثكلى والأطفال القتلى.
لن تمر العملية الإرهابية على مجمع كروكوس سيتي هول في موسكو مرور الكرام، و ستعاقب و تقتل روسيا كل من وقف وراء هذه الجريمة، و هذا ما بدا واضحاً في تصريح الرئيس بوتين.
لن ينسى الفلسطينيون أبداً من وقف معهم وأيّدهم، ومن ناصرهم وساعدهم، ومن ضحى في سبيلهم وقدّم من أجلهم، وستبقى ذاكرتهم تحفظ لأهل الفضل حقهم، ولأصحاب السبق دورهم، فهؤلاء قاموا بواجبهم الإنساني والقيمي والديني، قربى إلى الله عز وجل وأملاً في رضاه.
نعيد هنا مجدّداً، طرح إشكاليّة العمل السياسي العربي والتنظيمات السياسية الراديكالية وأثرها على المسار الديمقراطي العربي. وهي إشكالية نظرية قديمة، وهي إجابة أيضا لفكرة: إعطاء السلطة لأعداء الحرية والتعددية، والتاريخ يذكّرنا يومياً كيف تمّ تسليم السلطة لحكومات تقودها أحزاب استبدادية راديكالية، وكم كان الثمن باهظاً ومدمّراً.
إنه اليوم العشرين من شهر رمضان الفضيل، المتمم لليوم الــسادس والسبعين بعد المئة، للعدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على قطاع غزة، وما زالت آلته الوحشية، الأمريكية الدولية، في ظلّ شهر الصيام المعظّم، كما في الأشهر الخمسة التي مضت، تقتل وتدمّر، وتفتك وتخرّب، وتحرق وتهدم، ولا تراعي حرمةً لشعبٍ أو احتراماً لدين، ولا تقديساً لشعائرَ أو تقديراً لطقوسٍ وعبادات.
من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة وعزّة، ومع هذا الاحتلال الصهيوني البغيض لا يكفي طوفان واحد، بل عدة طوفانات حتى يزولَ، والمقاومة غير معنية بردّة الفعل الصهيونية أو العالمية، لأن هؤلاء من تسببوا بهذه المصيبة.
قدمنا في هذه المقالة دراسة موجزة حول الهجوم الإرهابي في كروكوس سيتي هول. وبناءً على المعلومات التي تمكنا من جمعها قدمنا بعض الفرضيات حول الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم.
الفوز السّاحق للرئيس بوتين في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، بنسبة 87.28 %، يبعث برسالة واضحة مفادها أنّ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحظى بالدعم الكامل من الشعب الروسي، وأن السياسات الداخلية والخارجية المُنتهَجة في العهدة الانتخابية السابقة اكتسبت قبولاً واسعاً في أوساط المجتمع والنخبة الروسية.
تناولنا في هذه المقالة أبعاد الحرية بالدراسة، و بينا حجم الجدل القائم بين الباحثين حول هذا المفهوم الإشكالي.
ثم بينا إمكانية طرح مفهوم جديد للحرية، سميناه المفهوم الفينومينولوجي. ثم تطرقنا إلى الأزمة التي تعاني منها الليبراليات الغربية حول الصورة المتشكلة عن الحرية.
في هذه المقالة، تمت إعادة صياغة فلم باب الحديد، أو محطة مصر، بقالب قصصي، ثم تقديم دراسة نقدية مقتضبة لمشاهده، مع التركيز على المشهد الأحير منه.
غزة الجريحة تناديكم، وتتطلع إليكم وتناشدكم، وتأمل فيكم وترجوكم، وإن أهلها المحاصرين يستنصرونكم وينتظرونكم فلا تخذلوهم، وقد اعتادوا على مواقفكم وخبروا نخوتكم فلا تتأخروا عليهم، وإن أطفالها الجوعى يستصرخونكم ويسألونكم فلا تتخلوا عنهم ولا تتركوهم وحدهم.
الاستثمار في الإنسان أولاً، ثم المياه، وتحلية مياه البحر، والمناطق الصناعية، والتكنولوجيا الدقيقة، وتحقيق الأمن الغذائي، من أولويات المجتمع العربي اليوم، وليس الطائفة والقومية والقبيلة و الإيديولوجيا و صراعات المفاهيم التي تسيطر على المشهد الثقافي اليوم.
تعيش أوكرانيا حالة من اللاستقرار السياسي بسبب الحرب، و بسبب الهزائم المتلاحقة التي يعاني منها الجيش الأوكراني على الجبهة. لذلك تصاعد الجدل في الأشهر الأخيرة حول إمكانية إجراء الانتخابات في هذه الظروف الصعبة. حاولنا في هذه المقالة إلقاء نظرة على الموضوع لاستجلاء الصورة بهدف فهم مآلات الأحداث في المرحلة اللاحقة.
«إسرائيل» لن تسمح بقيام الدولة الفلسطينية، حتى لو كانت بصحراء النقب. والمفاوضات عبارة عن صراع إرادات وإدارة التنازلات وجعلها في أدنى درجاتها. من هنا يتبين لنا عن الاستراتيجية الصهيونية ورؤيتها للدولة الفلسطينية والتنازلات يجب أن تكون على الفلسطينيين فقط.
أساطير النصر هي تغدية لخداع النفس عوض الاستفادة من الدروس، حقناً للدماء وبناء الذات وتعظيم القدرة قبل المواجهة، لأن القضية قضية شعب وأمة وليس فصيل أو إيديولوجيا. فالواقع يقول أن القطاع دُمِّر بالكامل، ورغم ذلك يتحدثون عن النصر.
من الواضح أن انهيار الجيش الأوكراني أصبح وشيكاً، لذلك فالسؤال عن الخطوة اللاحقة ضروري للغاية. و الحقيقة أن البحث عن إجابة عليه أصبح ملحاً و ضاغطاً؛ لأن أي سيناريوهات غير محسوبة بدقة قد تكون كارثية، ليس على أوروبا فحسب، بل على العالم كله أيضاً.
في ظل هذه الظروف، وجد الاتحاد الأوروبي وحلفائه الغربيين نفسهم في مأزق شديد بسبب محاولتهم عزل روسيا وتدمير اقتصادها وحضارتها، واتضح أن اقتصادياتهم-أي أوروبا وأمريكا- أوهن من بيت العنكبوت ولا يستطيعون العيش والنمو من دون روسيا العُظمى.
أهم سمات الدولة الديمقراطية هي العقلانية والانسجام، فإن ما هو رائج في الوسط العربي، لا يزيد عن كونه عبث مستمر بكل المقاييس بعيد عن أي تصوّر عقلاني، لكن خلاصة القول أن البناء الديمقراطي، مثل الثورات، هو مسار معقد قد تتعلم الشعوب من أخطائها وتتجاوز فشل اختياراتها وتصحح مسارها، مع تراكم الوعي والنضج وثقافة المواطنة، بشرط أن لا يكون ذلك بعد فوات الأوان ونستمر في الاستثمار في النكسات.
في الذكرى الثانية لبدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، شاء أم أبى الغرب الجماعي فقد انتصر بوتين، وسحق النازية الجديدة برغم الدعم اللامحدود لنظام زيلينسكي من أوروبا وأمريكا واليابان واستراليا، وليس أدّل على ذلك من تواصل تمدّد جيشه في دونباس وخاركيف وزاباروجيا وخيرسون، واستمرار تحريره للمدن والبلدات والقرى الإستراتيجية في خضمّ تحقيق أهداف الكرملين المُسطَّرة.
بعد شهور من الحرب في غزة، ها هي المخيمات تنتشر من جديد، بل تتناسل مخيماً وراء مخيم، والمخيم يعني المزيد من معاناة الفلسطيني المهجر قسراً من بيته وقريته ومدينته، فالمخيم هو طموح المستعمر ليجبر المواطن صاحب الأرض على تحمل ذلك والتأقلم معه نتيجة التعري من الوطن.
من سيخلف العروي و الجابري و طه حسين و غسان كنفاني و علي الوردي و الرصافي و كبار الفكر العربي، بما نراه اليوم، من انفلات أخلاقي غير مسبوق في مجتمعات تنحدر نحو الهلاك، من سيقرأ لهايدجر و فيبر و فوكو و هابرماس، القليلون فقط، سيشكلون في المستقبل أقلية مغضوب عليها، فئة شاذة داخل مجتمع تافه.