حوار الدكتور عبدالله العبادي*
في خضمِّ التحضير للمؤتمر العلمي الدولي الثاني الذي ينظّمه مركز الدراسات الأفروآسيوية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الأفروآسيوية، أجرى فريق إدارة الإعلام والعلاقات العامة حواراً مع أ.د فارس الرحاوي أمين عام المؤتمر و وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطرّق فيه لظروف عقد المؤتمر والمرحلة التي تعيشها الأمة العربية ودور الشباب في البناء والتغيير.
نرحب بالدكتور فارس، بدايةً كيف ترَون الوضع العربي الراهن؟
شكراً جزيلاً لكم على مجهوداتكم، مما لا شكّ فيه أنّ الوضع العربي الراهن يمرّ بأصعب مرحلة شهدها العرب منذ نهايات الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، حيث يعيش العرب ومنذ عقودٍ حالةً معقّدة سياسياً واقتصادياً، تبدو الحالة في التشرذم والانقسام والتفكك العربي، وهي حالة شمولية في شتّى ميادين الحياة بما فيها الاجتماعية والثقافية. ولو رجعنا إلى أسباب هذه الحالة الصعبة المزرية فإنها لم تكن من فراغ، وإنما ترجع إلى عواملَ كثيرةٍ وأهمها الأطماع السياسية والاقتصادية للدول الاستعمارية الكبرى، وهي ناجمة عن مخططات تلك الدول واتّفاقها فيما بينها على تقويض النظام العربي، والاتفاقات العربية وبقاء العرب في مستنقع الهزيمة والتجزئة السياسية والعسكرية المتوالية.
بصفتكم أميناً عاماً للمؤتمر، لماذا هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات؟
لو نظرنا إلى الموقف السياسي العربي الآن يتبيّن لنا أنّ العرب ومنذ عقود لم يمروا بحالة مثل ما هم عليه الآن، ولعلّ أبشع المشاهد لهذا الموقف هو الموقف المتخاذل للأنظمة العربية تجاه قضية فلسطين وأحداث غزّة العزة، من جهة ، وما حدث ويحدث في الأقطار العربية بدءاً من العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والقتال الدموي بين أبناء البلد الواحد ، والقائم على العرقية والطائفية، لذا فإن الحاجة لإقامة هذا المؤتمر هي الحاجة إلى مراجعة هذا الموقف وحاجة ملحّة للغاية لا يمكن السكوت عليها على كل الأصعدة والمستويات الشعبية السياسية والفكرية والاجتماعية.
من أين نبدأ إذا أردنا الإصلاح؟
إذا أردنا أن نبدأ بالإصلاح الحقيقي علينا أن ندرس ونحلل بعمق الحالات التي مرّت بها الأمة العربية والأسباب التي أدّت إلى هذا التشرذم والتفكك أولاً، لنبدأ بعد ذلك بوضع مشروع نهضوي سياسي واقتصادي واجتماعي عربي مستقل، بعيداً عن الرضوخ لمشيئة الدول الاستعمارية وإسرائيل، وبما يخدم هذا المشروع العرب كأمة متكاملة في وجودها التاريخي العريق، معتمدة على إمكانياتها البشرية والاقتصادية والتعبوية والنهضوية.
هل يمكن للمؤتمرات التأثير لدى صناع القرار؟
ليس من شك أن للمؤتمرات صداها الواسع وأثرها الكبير على صنّاع القرار، وذلك من خلال دور المشاركين فيها ومكانتهم على كل الأصعدة والمستويات، ومن خلال ما سيطرح فيها من طروحات ومناقشات وما ستخرجه من النتائج والتوصيات، على أن يكون هنالك تفعيل منظّم لهذه النتائج والتوصيات مع وسائل الإعلام والتواصل ودورها الكبير في إمكانية قلب كل المعادلات والمواقف المؤدلجة لصالح وحدة الموقف والصف العربي.
ما دور الشباب في عمليات التغيير والإصلاح؟
إنّ مؤتمرنا هذا ليس مؤتمراً كأيّ مؤتمر من المؤتمرات الهامشية العابرة مع وقتها، إن المؤتمر الدولي (العرب في عالم متغير.. الفرص والتحديات) هو مشروع عربي بكل تفاصيله، وهنا يكمن دور الشباب بصفتهم الشريحة الاجتماعية والثقافية الأكبر، وهم قلعة الطليعة العربية التي يناط إليها تنفيذ هذا المشروع، لما يمتلكه الشباب من قوى إيجابية في كل مواصفاتها، إن المشروع العربي الذي يرمي إليه مؤتمرنا هو مشروع طلائعي شبابي ينهض بالشروع من الطاقات البشرية وأولها الشباب الذين يغتنمون فرص التحدي نفسها، لذا فالدور المناط بهم يتجاوز مفهوم التعبوية العسكرية إلى الطاقات الشمولية التي تحتاج إلى التحدي والتي يمتلكها الشباب ومدى إمكانيته في تحمّل المسؤولية القومية الشمولية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور عبد الله العبادي – كاتب صحفي، محرر الشؤون العربية و الأفريقية في صحيفة الحدث الأفريقي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً