أجرى الحوار الكاتب الصحافي الدكتور عبدالله العبادي*
تحضيراً لمؤتمر المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي، وبشراكة مع مركز لندن للدراسات والبحوث، والذي يحمل عنوان “البحث العلمي في خدمة القضايا العربية”، المزمع عقده بداية ديسمبر المقبل، أجرينا حواراً مميزاً مع شخصية مميزة، رئيس جامعة أسبق وعميد كليات إعلام في العديد من الدول العربية، وكاتب صحفي منذ أربعة عقود ونيف، له العشرات من المؤلفات في مجال الإعلام وقضايا المجتمع المختلفة.
في هذا الحوار مع البروفيسور عبدالكريم الوزان، المستشار العلمي الأول للمؤتمر، والذي يعتبر هذا المؤتمر تأسيساً لحقبة جديدة تخدم قضايا مجتمعنا العربي بشكل كبير، خصوصاً بعد العديد من النكسات والانكسارات، نطرح أسئلة النهوض من جديد؛ لأننا لا زلنا نحمل حلم التغيير وتطوير البحث العلمي والمشاركة في صنع السياسات العمومية خدمة لقضايانا العربية.
أرحب بالمفكر العراقي، البروفيسور الوزان، وأول سؤال:
كيف تقرأون الواقع السياسي العربي اليوم؟
الواقع السياسي العربي، اليوم وبعد الحرب على غزة ولبنان، بأمس الحاجة لوحدة الرؤى والأفكار والكلمة، ولابد أن ينأى بنفسه عن التجاذبات الدولية والاقليمية ويستغل الفرصة لكي يكون أكثر وضوحاً وثباتاً.
كيف يؤثر ذلك على واقع التعليم والبحث العلمي؟
بلاشك، إن الضبابية في تحديد رؤية المصالح العربية ستنعكس سلباً على واقع التعليم والبحث العلمي، لكن في الوقت نفسه أثبت العدوان أهمية تنمية وتطوير البحوث العلمية، بعد تفعيل العملية التعليمية من أجل الدفاع عن الوطن، وعدم الخضوع للتكنولوجيا أحادية الجانب.
هل يمكن للإعلام العربي التأثير في تغيير الواقع السياسي؟
الإعلام من جانبه يستطيع التأثير على الواقع السياسي إذا ماتم توحيد الفكر العربي، وتصميم خطاب إعلامي موحّد، مع مراعاة عوامل التكنولوجيا ورأس المال والخبرات والالتزام بمقومات التربية الإعلامية، ومن ثم توقيد الرأي العام وتحويله من رأي عام باطن إلى ظاهر يلبي تطلعات الشعوب.
كيف يمكن أن يكون للبحث العلمي دور في التنمية؟
بالنسبة للبحث العلمي فإنه يؤثر كثيراً في مسار التنمية، لأنه يضع ماهو جديد من نظريات واختراعات ويخالف ما أثبتت الوقائع الحديثة بطلانه أو ضعفه، فينعكس ذلك على خطط التنمية الشاملة في جميع الاتجاهات والميادين، فيوفر الانتاج ويقلل الوقت المستخدم ويسهم في إنعاش الاقتصاد وتحقيق حياة حرة كريمة.
ما السبيل للخروج مما نعانيه في الوطن العربي؟
لو تم مراعاة كل ماذكرنا فإنه يمكن الخروج من ما تعانيه البلدان العربية، وباختصار فإن وحدة الفكر والتسامي عن الخلافات وتبادل الخبرات والاستفادة من الخيرات والمنافع والركون لخطاب اعلامي موحد، مع إعادة النظر بالمناهج التعليمية لتكون بمستوى الطموح، مع تشجيع البحوث والمراكز البحثية، ودعم الباحثين بربطهم بصناع القرار وسوق العمل، كل ذلك كفيل بخروج أمتنا العربية من واقعها الحالي إلى واقع أفضل يلبي الغايات ويحقق الطموح المنشود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور عبد الله العبادي – كاتب صحفي، محرر الشؤون العربية و الأفريقية في صحيفة الحدث الأفريقي، نائب رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر “البحث العلمي في خدمة القضايا العربية”.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً