تجريد المقاومة وتجفيف الأونروا هدفان أجوفان
نناقش في هذه المقالة محاولة بعض الدول تصفية عمل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة خارج أرضهم و ديارهم.
info@jsmcenter.org
007 915 148 55 99
(Phone, WhatsApp, Telegram, Viber)
نناقش في هذه المقالة محاولة بعض الدول تصفية عمل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة خارج أرضهم و ديارهم.
نناقش في هذه المقالة التطورات التي أعقبت مقتل 3 جنود أمريكيين في قاعدة البرج 22 في الأردن، و القصف الأمريكي على الحدود العراقية-السورية. سنحاول الإجابة على السؤال الجوهري:
ما هو مصير الشرق الأوسط بعد كل هذه التطورات؟!
تحاول إسرائيل بكل الطرق و الوسائل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
فأمام الجوع و القتل و الدمار الممنهج الذي حل بقطاع غزة، لا يجد المواطن أمامه خياراً سوى ترك دياره و الرحيل!
مخطئ من يظن أن الإدارة الأمريكية تريد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ويخطئ كثيراً من يظن أن الإدارة الأمريكية تدعو إلى وقف الحرب كلياً. لكن الإدارة الأمريكية باتت محرجة وقلقة من ضراوة الغارات الإسرائيلية، وحجم الدمار وعدد الضحايا!
لا تنطلي علينا أكاذيب رئيس الحكومة الإسرائيلية وبعض المسؤولين الإسرائيليين، الذين يسارعون إلى تكذيب التصريحات ونفيها، أو إعلان البراءة منها واستنكارها، فهم جميعاً حكومةً وجيشاً وكنيست شركاء في هذه السياسة، التي تعبر عن حقيقة كيانهم وفلسفة وجودهم.
خرج من فتحة نفقٍ أو من بين أشجار بستانٍ، يحمل على كتفه قاذف آر بي جي وبعض قذائفه، وكأن الأرض قد انشقت عنه فلم يره أحد، ولم تكتشفه طائرات العدو المسيرة، ولا مناطيد الرصد وكاميرات المراقبة المنتشرة، فتقدم نحوهم ولم يلتفت، ومضى نحو هدفه ولم يتردد، وقصف ولم يخطئ.
نناقش في هذه المقالة التطورات اللاحقة للصراعات الدائرة في الشرق الأوسط و أوكرانيا و بحر الصين.
رغم أن الجرح غائرٌ، والدم النازفَ ناعبٌ، والخسائر كثيرة، وأعداد الشهداء في تزايدٍ مستمرٍ، والدمار شامل والخراب كبير، والعدو كما الفيل الأعمى يدوس ويدمر، إلا أن هذا الشعب الصابر المعطاء، سيؤتى أجره، وستتحقق نبوءة رجاله أن المقاومة ستستدرج العدو إلى مضاجعه، وأنه سيدفن في رمال غزة جنوده، وستبدد شواطئها أحلامه.
ناقشنا في هذه المقالة الضربات التي تعرضت لها مدينة بيلغورود الروسية بصواريخ تشيكية الصنع، و علاقة ذلك بجولة وزير الخارجية الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط. وبينا أن بلينكن حمل معه صفقة لتهجير الفلسطينين و تصفية القضية الفلسطينية بالاتفاق مع تركيا.
يخطئ العدو الإسرائيلي إذا حاول الاستخفاف بالشعب الفلسطيني وتهوين قدراته، أو ظن أنه يستطيع أن يكسر أو يلوي عنقه، وأنه سيتمكن بالقوة العسكرية والضغوط الدولية والحصار المطبق والتشديد المقعد من تغيير مواقفه وتليين عريكته، وإجباره على القبول بما يعرضه عليهم!
لن يصدق أحدٌ الرواية الإسرائيلية، ولن ينفع كيانهم دعم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لهم، ولن تجدي محاولات ألمانيا الانضمام إلى فريق الدفاع عنهم، ولا انضمام غيرها من الحكومات والأنظمة المتواطئة، وستكشف مداولات المحكمة وجلساتها أن “إسرائيل” كيانٌ عنصريٌ مجرمٌ قاتلٌ.
لقد مارس الغرب وعلماؤه هذه الفوقية المتعالية قديمًا وحديثًا، فما الغريب اليوم في بيان هابرماس ورفاقه، وكبار علماء الغرب يروجون للعداء الديني والعرقي علانية وبمسميات عديدة.
إن أي سلاحٍ يوجع العدو الإسرائيلي ويؤلمه هو سلاحٌ جادٌ وفاعلٌ، فلا نفرط فيه ولا نستهين به، فقد تكون آثاره المرجوة ونتائجه المأمولة نقطة تحولٍ في الضمير الدولي نحو وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إن الفلسطينيين الذين وقفوا ابتداءً إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وأيدوها ودافعوا عنها، قبل أن يشن العدو الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة وأهله، التي استفادت منها روسيا وما زالت، يرون أن الشكر لا يكفي، وأن عبارات التأييد التي تأتي على استحياء لا تنفع.
نتنياهو قال أن «إسرائيل» تحارب على سبع جبهات قبل الدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا. وأعتقد جازماً بأنه وكيانه المركب الذي أقيم بقرار أممي متحيز سيواجه جبهات كثيرة!
بالتأكيد لا يصلنا إلا القليل من المشاهد؛ فهناك آلاف القصص عن حجم المعاناة التي يعيشها المواطن الفلسطيني. لذلك لابد أن نتحدث بكل موضوعية عن واقع الحرب الدائرة اليوم في قطاع غزة، ونرصد كل السلبيات و الإيجابيات التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى!
إن مآلات الحرب الدائرة في قطاع غزة تصب في صالح الفلسطينيين مهما كانت النتائج سواء فرضت «إسرائيل» سيطرتها على القطاع أو من دونه!
انشغل الفلسطينيون في غزة وفي كل مكانٍ آخر في العالم بالورقة المصرية التي تم تسريبها في الأيام القليلة الماضية.
فهل هي مقترح مصري محض، أم أنها طلب إسرائيلي من مصر؟!
عبر عسكرة البحر الأحمر، تريد واشنطن تغيير خارطة العالم لكن المؤكد أن أمريكا لم تعد هي حاكمة العالم المطلقة في عالم جديد يتجه من عصر القطبية الواحدة إلى عصر متعدد الأقطاب.
لا يتعلم العدو الإسرائيلي من تجاربه، ولا يستفيد من سقطاته، ولا يأخذ العبرة من فشله. فهو في عدوانه على قطاع غزة عام 2014 أعلن أنه سيقوض حكم حركة حماس. لكن الحكومة الإسرائيلية لم تستطع تحقيق أهدافها التي أعلنت عنها.
السلام من منظور إسرائيل هو الخضوع والخنوع والتبعية العمياء للصهيونية العالمية وليست فقط بفلسطين المحتلة، بل في العالم بأسره، وهذا ما صرح به وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، بأن بعد غزة سيكون الدور على الدول العربية المجاورة.
سارعت كبريات الشركات الدولية الأمريكية والغربية إلى تقديم كل ما يلزم جنود الاحتلال وما لا يلزمهم، في أوضح تضامنٍ مع الكيان في عدوانه على قطاع غزة، وتأييدٍ صارخٍ لغاراته الوحشية على سكانه.
استقدمت إسرائيل على عجل مئات المقاتلين المرتزقة، من دولٍ وجنسياتٍ مختلفة، وتعاقدوا مع العديد من الشركات الأمنية، التي تمتهن القتل وتمارس القتال، واستجلبوهم إلى فلسطين من كل مكانٍ، وألبسوهم زي جيشهم، وحملوهم سلاحه، وعلقوا على أكتافهم شاراته، وأطلقوهم في مدن ومخيمات وأحياء قطاع غزة.
العدو الصهيوني وباعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ يفقد الكثير من داعميه، مما يشكل خطراً كبيراً واستراتيجياً على الولايات المتحدة، وبالتالي فإن حجم الضغط الذي يشكله الرفض العالمي للممارسات الصهيونية سيقلب الطاولة على الشراكة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
تشترك شعوب الكرة الأرضية في أول إضرابٍ شاملٍ نصرةً لقضيةٍ، وتضامناً مع شعب؛ إذ التقت جهود الأحرار من مختلف دول العالم على اعتماد يوم الاثنين الحادي عشر من شهر تشرين ثاني الجاري، يوماً للإضراب العالمي تضامناً مع فلسطين.
المشهد معقد ويزداد تعقيدا مع مرور الوقت، فإسرائيل أخذت الضوء الأخضر من واشنطن بقتل الكثير من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهناك ما وراء الأكمة ما وراءها من مفاوضات وتكتيكات للمرحلة المقبلة.
لم يكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يغادر المنطقة، قبيل ساعاتٍ قليلةٍ من انتهاء سابع أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة، حتى بدأ العدو الإسرائيلي في تمام الساعة السابعة من صبيحة يوم الجمعة، الأول من كانون أول 2023، غاراته العنيفة على كل المناطق في قطاع غزة، فقصف المدينة وكل الشمال، وأغار على المنطقة الوسطى والمخيمات، وكثف غاراته على محافظة خانيونس ومدينتها ومخيمها.
المقاومة الفلسطينية التي أحسنت إدارة المعركة مع العدو، وتمكنت من لطمه يوم السابع من أكتوبر، وأجادت في عملياتها ضده، تبدو في المفاوضات غير المباشرة، ذكية ولماحة، وتعرف طبيعة العدو جيداً، مما يجعلها واعية لخداعه، وجاهزة لمناوراته، وهي تتمسك بسلاحها، وتقبض على ناصية قرارها.
ظن العدو الإسرائيلي أنه سيد الميدان، وضابط الجبهة، والمنتصر في المعركة، لهذا وخلال الهدنة الأولى قام بإطلاق النار على بعض سكان شمال غزة. كما لم تتأخر المقاومة الفلسطينية في ردها العسكري على الأرض وفي الميدان، فإن ناطقها الرسمي لم يتأخر في التوضيح والبيان.
لعله السؤال الأكثر إثارةً لدى الفلسطينيين خاصةً، ولدى أبناء الأمة العربية والإسلامية عامةً، الذين يتابعون بقلقٍ بالغٍ العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وأهله.
السؤال المطروح بشغفٍ واهتمامٍ كبيرين، ماذا بعد انتهاء رابع أيام الهدنة الإنسانية؟
لا مقارنة البتة بين أخلاق المقاومة الفلسطينية النبيلة ومناقبيتها العالية، وشيمها العربية الأصيلة ومفاهيمها الإسلامية السمحة، وقيمها العسكرية وضوابطها القانونية خلال الأعمال الحربية الضارية، في تعاملها مع الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين، مع الاحتلال الإسرائيلي.
ما إن دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة من صبيحة يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر تشرين ثاني الجاري، حتى خرج سكان قطاع غزة كلهم، في الشمال المدمر والجنوب المكتظ بالسكان والنازحين.
المشاهد على الأرض تشي بما هو أكبر من الزلزال وأشد عصفاً من الإعصار، فما تفعله الطبيعة أرحم بكثيرٍ مما يفعله الإنسان، وأشد فظاعةً من آثار زلزلة الأرض التي لا تطول.
إنه اليوم التاسع والأربعون للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي يشهد أول هدنةٍ إنسانيةٍ ووقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار.
فما هي المكاسب و الحاجات التي ستوفرها هذه الهدنة؟
تفوقت «إسرائيل» على نفسها بالقتل والتدمير، مدارس الأونروا و المستشفيات أصبحت هدفاً حيوياً، والأطفال منهم (الخُدّج) على وجه التحديد لم يسلموا من إجرامهم، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها لم تهز ضمائرهم.
انتهت القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي استغرب الفلسطينيون وشعوب الأمة العربية والإسلامية انعقادها بعد ستة وثلاثين يوماً من العدوان الصهيو أمريكي المدمر على قطاع غزة، إذ تأخرت كثيراً وقللت من شأنها، وكادت أن تفقد قيمتها لولا صمود الفلسطينيين.
إنها واحدة من أصعب الليالي وأشدها قسوةً على شعبنا الفلسطيني، وكل لياليه السابقة كانت قاسية ومضنية، ومؤلمة وموجعة على مدى القطاع كله، شماله وجنوبه، لم تتوقف خلالها آلات القتل الإسرائيلية عن ارتكاب المزيد من المجازر وعمليات الإبادة الجماعية المقصودة والمباشرة.
زيادة الكلفة الإسرائيلية في صفوف جنوده وضباطه، ومعدات جيشه وقدراته، وتردي سمعته وتآكل هيبته، المؤدي إلى تراجع العدو وانكفائه، لا يكون إلا بالمقاومة المسلحة الشرسة، القوية العنيدة، الواثقة البصيرة، وهذه ليست محصورة في غزة والوطن المحتل.
سنستطلع في هذه المقالة مختلف الآراء المرتبطة بهجوم السابع من أكتوبر.
فجأةً يعلو الصوت الأمريكي بدعوة الطرفين للقبول بهدنة إنسانية لعدة أيام، يتم بموجبها الإفراج عن خمسة عشر أسيراً إسرائيلياً، مقابل إدخال المؤن والمساعدات وقوافل الإغاثة العربية والدولية إلى قطاع غزة.
فما هي الخلفيات و الأسباب الحقيقية للطلب الأمريكي؟
بات المستوطنون يدركون يقيناً أن جيشهم لا يحميهم، وكيانهم لا يصمد، والفلسطينيون لا يضعفون ولا يتراجعون، ولا ينسون ولا يتنازلون، ولا يجبنون ولا يترددون، فهم الأقوى والأقدر، والأثبت والأصدق، والأجرأ والأشجع، وهم أصحاب الحق وأهل الأرض وسكانها الأصليون الشرعيون، وغيرهم إليها وافد وفيها مستوطنٌ، لكنه فيها أبداً لن يعيش!
ناقشنا في هذه المقالة خلفيات اندلاع الحرب في غزة، و إمكانيات تمددها إلى مناطق أخرى بعيداً عن الشرق الأوسط. و آثار ذلك على العلاقات بين القوى العظمى من جهة، و بين القوى العظمى و دول منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى.
يكذب رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يدعي أنه حريصٌ على حياة جنوده وضباطه الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنه وضع استنقاذهم من الأسر، واستعادتهم من غزة، وعودتهم إلى أهلهم، أحد أهم أهداف عدوانه على قطاع غزة.
ناقشنا في هذه الدراسة عملية الصدام الحتمي بين المعسكرين الغربي والشرقي على نحوين التقليدي والنووي، والانتشار والتموضع، وجبهات القتال براً وبحراً.
سينتهي العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة مهما استمر وطال، فما من حربٍ إلا ولها نهاية كما كان لها بداية، والكيان الصهيوني يتميز عن غيره من الدول والكيانات، أنه لا يستطيع أن يخوض حرباً طويلة في مناطق خطرة، خاصةً إذا كانت قاسية ومؤلمة!
مع ازدياد عدد الشهداء والجرحى، واستمرار القصف الصهيوني المكثف والشامل، وانسداد الأمل بوقف الآلة العسكرية الصهيونية التي أوغلت بالدماء البريئة، وعجزها عن إحراز أي إنجاز عسكري، تنشغل الإدارة الأمريكية بحيثيات اليوم التالي بعد القضاء على حركة حماس.
باتت الخطة الأمريكية الإسرائيلية في حربهما السافرة ضد قطاع غزة جليةً واضحةً، بعد أن تبين لهما أن المقاومة الفلسطينية رغم مضي شهر على عدوانهما الغاشم ما زالت بخير، وأنها لم تتأثر كثيراً بالقصف الجنوني المستمر، وأنها ما زالت في مقارها ومكامنها، تتمتع بالقوة، وتتحكم بالقرار.
يحاول الإسرائيليون والأمريكيون معاً خلال عدوانهم المشترك المستمر على قطاع غزة، تنفيذ مخططاتهم القديمة وتحقيق أهدافهم الجديدة، واستدراك ما عجزوا عن تنفيذه خلال السنوات الماضية، وانتهاز الفرصة التي أتاحها العدوان لفرض رؤيتهم الخاصة بالقوة العسكرية، وتحت عصف القصف وكثافة النيران.
قررت المقاومة الفلسطينية فعلاً إعادة تشكيل خارطة المنطقة، وفرض قواعدها، وبدأت فعلاً في رسم حدودها، وتحديد معالمها، وبيان هويتها، وتشكيل عقيدتها، وتوضيح أسبابها، وإعلان أهدافها، ولن تتردد أبداً في المضي قدماً ومواصلة ما بدأته، وها هي توكلاً على الله، واعتماداً على قدرات أبنائها ووعي أجيالها، بالصمود والثبات، والدم والنار، والعطاءات والتضحيات، تثبت نفسها، وتحدد مسارها، وتقول كلمتها الحاسمة، وتنفذ بسلاحها وعدها.
أجزم أن عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ومنهم أنا وزوجتي وبناتي، الذين يعيشون في المنافي والشتات، وفي دول الخليج العربية والسعودية، وفي مصر ودول أوروبا ودول القارتين الأمريكيتين، وفي مخيمات اللجوء في سوريا والأردن ولبنان، أنهم جميعاً لم يناموا ليلة السبت 28 أكتوبر، ولم تغمض عيونهم، ولم ترتح أجسادهم، ولم تهدأ نفوسهم، ولم يهنأوا بطعامٍ أو يستمتعوا بشرابٍ، وقد قضوا ساعات الليل الطويلة حتى بزوغ الفجر، أمام شاشات الفضائيات العربية والأجنبية.
لم تكن ليلة أمس السبت الثانية والعشرون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليلةً عاديةً، بل كانت استثنائيةً لا تشبه سابقاتها إلا في حجم الغارات الصاروخية والمدفعية، الجوية والبرية والبحرية، التي استهدفت كعادتها على مدى الأيام السابقة، المنازل والتجمعات السكانية، والعائلات الهاربة من القصف المجنون والقتل المتنقل.