طوفان الأقصى و يوم القدس العالمي
يجب أن نعترف دائماً أنّ القدس وفلسطين تعطينا أكثر مما نعطيها، فقد كشفت عملية طوفان الأقصى حجم السخاء الفلسطيني تجاه الأمة العربية الإسلامية والعالم أجمع، فقد قدّمت لنا الكثير، لإحياء يوم القدس عالمياً.
info@jsmcenter.org
007 915 148 55 99
(Phone, WhatsApp, Telegram, Viber)
يجب أن نعترف دائماً أنّ القدس وفلسطين تعطينا أكثر مما نعطيها، فقد كشفت عملية طوفان الأقصى حجم السخاء الفلسطيني تجاه الأمة العربية الإسلامية والعالم أجمع، فقد قدّمت لنا الكثير، لإحياء يوم القدس عالمياً.
إنه اليوم التاسع والأربعون للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي يشهد أول هدنةٍ إنسانيةٍ ووقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار.
فما هي المكاسب و الحاجات التي ستوفرها هذه الهدنة؟
تفوقت «إسرائيل» على نفسها بالقتل والتدمير، مدارس الأونروا و المستشفيات أصبحت هدفاً حيوياً، والأطفال منهم (الخُدّج) على وجه التحديد لم يسلموا من إجرامهم، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها لم تهز ضمائرهم.
انتهت القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي استغرب الفلسطينيون وشعوب الأمة العربية والإسلامية انعقادها بعد ستة وثلاثين يوماً من العدوان الصهيو أمريكي المدمر على قطاع غزة، إذ تأخرت كثيراً وقللت من شأنها، وكادت أن تفقد قيمتها لولا صمود الفلسطينيين.
إنها واحدة من أصعب الليالي وأشدها قسوةً على شعبنا الفلسطيني، وكل لياليه السابقة كانت قاسية ومضنية، ومؤلمة وموجعة على مدى القطاع كله، شماله وجنوبه، لم تتوقف خلالها آلات القتل الإسرائيلية عن ارتكاب المزيد من المجازر وعمليات الإبادة الجماعية المقصودة والمباشرة.
زيادة الكلفة الإسرائيلية في صفوف جنوده وضباطه، ومعدات جيشه وقدراته، وتردي سمعته وتآكل هيبته، المؤدي إلى تراجع العدو وانكفائه، لا يكون إلا بالمقاومة المسلحة الشرسة، القوية العنيدة، الواثقة البصيرة، وهذه ليست محصورة في غزة والوطن المحتل.
سنستطلع في هذه المقالة مختلف الآراء المرتبطة بهجوم السابع من أكتوبر.
فجأةً يعلو الصوت الأمريكي بدعوة الطرفين للقبول بهدنة إنسانية لعدة أيام، يتم بموجبها الإفراج عن خمسة عشر أسيراً إسرائيلياً، مقابل إدخال المؤن والمساعدات وقوافل الإغاثة العربية والدولية إلى قطاع غزة.
فما هي الخلفيات و الأسباب الحقيقية للطلب الأمريكي؟
بات المستوطنون يدركون يقيناً أن جيشهم لا يحميهم، وكيانهم لا يصمد، والفلسطينيون لا يضعفون ولا يتراجعون، ولا ينسون ولا يتنازلون، ولا يجبنون ولا يترددون، فهم الأقوى والأقدر، والأثبت والأصدق، والأجرأ والأشجع، وهم أصحاب الحق وأهل الأرض وسكانها الأصليون الشرعيون، وغيرهم إليها وافد وفيها مستوطنٌ، لكنه فيها أبداً لن يعيش!
يكذب رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يدعي أنه حريصٌ على حياة جنوده وضباطه الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنه وضع استنقاذهم من الأسر، واستعادتهم من غزة، وعودتهم إلى أهلهم، أحد أهم أهداف عدوانه على قطاع غزة.
سينتهي العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة مهما استمر وطال، فما من حربٍ إلا ولها نهاية كما كان لها بداية، والكيان الصهيوني يتميز عن غيره من الدول والكيانات، أنه لا يستطيع أن يخوض حرباً طويلة في مناطق خطرة، خاصةً إذا كانت قاسية ومؤلمة!
مع ازدياد عدد الشهداء والجرحى، واستمرار القصف الصهيوني المكثف والشامل، وانسداد الأمل بوقف الآلة العسكرية الصهيونية التي أوغلت بالدماء البريئة، وعجزها عن إحراز أي إنجاز عسكري، تنشغل الإدارة الأمريكية بحيثيات اليوم التالي بعد القضاء على حركة حماس.
باتت الخطة الأمريكية الإسرائيلية في حربهما السافرة ضد قطاع غزة جليةً واضحةً، بعد أن تبين لهما أن المقاومة الفلسطينية رغم مضي شهر على عدوانهما الغاشم ما زالت بخير، وأنها لم تتأثر كثيراً بالقصف الجنوني المستمر، وأنها ما زالت في مقارها ومكامنها، تتمتع بالقوة، وتتحكم بالقرار.
يحاول الإسرائيليون والأمريكيون معاً خلال عدوانهم المشترك المستمر على قطاع غزة، تنفيذ مخططاتهم القديمة وتحقيق أهدافهم الجديدة، واستدراك ما عجزوا عن تنفيذه خلال السنوات الماضية، وانتهاز الفرصة التي أتاحها العدوان لفرض رؤيتهم الخاصة بالقوة العسكرية، وتحت عصف القصف وكثافة النيران.
قررت المقاومة الفلسطينية فعلاً إعادة تشكيل خارطة المنطقة، وفرض قواعدها، وبدأت فعلاً في رسم حدودها، وتحديد معالمها، وبيان هويتها، وتشكيل عقيدتها، وتوضيح أسبابها، وإعلان أهدافها، ولن تتردد أبداً في المضي قدماً ومواصلة ما بدأته، وها هي توكلاً على الله، واعتماداً على قدرات أبنائها ووعي أجيالها، بالصمود والثبات، والدم والنار، والعطاءات والتضحيات، تثبت نفسها، وتحدد مسارها، وتقول كلمتها الحاسمة، وتنفذ بسلاحها وعدها.
أجزم أن عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ومنهم أنا وزوجتي وبناتي، الذين يعيشون في المنافي والشتات، وفي دول الخليج العربية والسعودية، وفي مصر ودول أوروبا ودول القارتين الأمريكيتين، وفي مخيمات اللجوء في سوريا والأردن ولبنان، أنهم جميعاً لم يناموا ليلة السبت 28 أكتوبر، ولم تغمض عيونهم، ولم ترتح أجسادهم، ولم تهدأ نفوسهم، ولم يهنأوا بطعامٍ أو يستمتعوا بشرابٍ، وقد قضوا ساعات الليل الطويلة حتى بزوغ الفجر، أمام شاشات الفضائيات العربية والأجنبية.
لم تكن ليلة أمس السبت الثانية والعشرون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليلةً عاديةً، بل كانت استثنائيةً لا تشبه سابقاتها إلا في حجم الغارات الصاروخية والمدفعية، الجوية والبرية والبحرية، التي استهدفت كعادتها على مدى الأيام السابقة، المنازل والتجمعات السكانية، والعائلات الهاربة من القصف المجنون والقتل المتنقل.
قلوب الفلسطينيين جميعاً، في الوطن والشتات، وفي المنافي ودول الاغتراب، معلقة بغزة، وعيونهم إليها تتطلع، ونفوسهم إليها تهفو، وأرواحهم تشرئب نحوها، وغاية أمانيهم أن يكونوا معها، يقاتلون إلى جانبها، ويدافعون عنها، ويضحون مثلها، ويساهمون معها في معركة العز والكرامة.
لسنا وحدنا دون سائر أهلنا، ولا نختلف شيئاً عن شعبنا، ولا نقبل إلا أن نكون منه ومثله، يسعنا ما يسعه، ويصيبنا ما يصيبه، نفرح معه ونحزن معه، فما من بيتٍ في قطاع غزة إلا وناله نصيبٌ من القصف الصهيوني الغادر.
هذه الحرب ليست حرباً عادية، وهي لا تشبه تلك التي جرت في السنوات الماضية، فالحروب السابقة التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بسلاحها وجيشها وقدراتها الذاتية، دون أن تكون بحاجةٍ إلى من يساندها ويدعمها بغير السياسة والقرار.
إستراتيجية ردع جديدة أعلن عنها سماحة السيد حسن نصر الله؛ فالغايات و المؤشرات لبقاء حجم مشاركة حزب الله في المعركة على نفس الوتيرة عديدة، تحدثنا عنها بالتفصيل في هذه المقالة.
لم يكن محور المقاومة موحداً في تاريخه كما هو اليوم، فهو اليوم في ظل معركة طوفان الأقصى وقبلها، كلمته واحدة، وقراره مشترك، وتنسيقه فاعلٌ، واجتماعاته دائمة، ومتابعته دقيقة، وجاهزيته عالية، وقدراته حاضرة، ويده على الزناد في كل الجبهات واثقة.
كلما زاد عدد قتلى الجنود الصهاينة في المواجهات في قطاع غزة، كلما تعالت الأصوات الصهيونية بالمزيد من الاستخدام المفرط للقوة، حتى النداءات من خلال الكنيست من بعض أعضائها بضرورة استخدام السلاح النووي يدل على طبيعة العجز الكامل للتعامل مع رجال المقاومة.
واضحٌ أن العدو الإسرائيلي يريد تركيع الشعب الفلسطيني وإجبار المقاومة على الخضوع والتسليم تحت ضغط استهداف المدنيين، وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التدمير الشامل لكل الأبنية السكنية والعمرانية والصناعية، والمدارس والمساجد والأسواق، وحتى الشوارع والطرقات والمنشآت والمخابز والصيدليات والمحلات التجارية.
تبدو واضحة الأهداف الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي من وراء القصف المدمر المهول الذي تقوم به على كل مساحة قطاع غزة. يتعمد العدو الإسرائيلي قتل أكبر عددٍ ممكنٍ من الفلسطينيين، بهدف إخلاء القطاع كله من سكانه، وإخراجهم منه قتلاً أو طرداً، فهو لا يريد أن يعود إليها سكانها الفلسطينيون إذا ما وضعت الحرب أوزارها!
لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يخالف التعليمات بوجود حزبين كبيرين، الجمهوري والديمقراطي اللذان يختلفا في كل شيء إلا في شيء واحد هو إسرائيل، يتنافسان ويتسابقان لنيل الرضى من جماعات الضغط اليهودي (اللوبي) والذي سُمي بعد ذلك بـ أيباك وله مؤتمر سنوي، فيه يتسابق المرشحون للرئاسة الأمريكية.
ناقشنا في هذه المقالة محاولات بعض الأبواق و الأقلام التي حهدت في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية.
الحديث عن الهجوم البري الوشيك، يجري تداوله بين الفينة والفينة، وأن الكيان الصهيوني لا يمكن شفاء غليله حتى يدخل القطاع ويقضي على رجال المقاومة، نقول لهؤلاء الحالمين بأنكم ستهزمون على أبواب القطاع وسيستقبلكم رجال المقاومة بعمليات لا تخطر على بال.
هل يقدم الإسرائيليون على العملية البرية، ويستطيعون المغامرة بسمعتهم وحياة جنودهم وأمن مستوطناتهم، بعد التجربة المرة التي خاضوها، والخسائر الكبيرة التي منوا بها، وبعد أن علموا أن المقاومة قد أعدت خطة الدفاع قبل أن تعد خطة الهجوم، وأنها استخدمت في هجومها أقل من 5% من قوتها؟
طوفان الأقصى هو مدرسة حربية ترقى لمستوى الأكاديمية في التخطيط والتصميم والتنفيذ، وبالتالي فإن الكيان الصهيوني سيعمل على إعادة ترتيب أوراقه العسكرية جذرياً من حيث التسليح والتحصين، وفيما يخص العقيدة لا يمكنه أن يعطيها لجنوده لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
سوف يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تحشيد التأييد الدولي له، بمساعدة الإدارة الأمريكية، ومحاولة فرض شروطاً قاسية على المقاومة من أجل رد الاعتبار بعد هزيمته النكراء.
عبر طوفان الأقصى سيستمر النزال، نصرنا قادم، موقفنا ثابت، قرارنا مقاومة، وتباً للمرجفين والمطبعين الأذلاء الخانعين.
تُجدد المقاومة عهدها بالمضي قدماً بتلقين العدو الإسرائيلي دروساً لا يمكن أن تنسى، ومنذ ساعات الصباح وهي تصول وتجول بمساحات كبيرة في مدن وقرى ما يسمى غلاف غزة، براً وبحراً وجواً. ستكون عملية طوفان الأقصى مقدمة حقيقية لتحرير فلسطين، لأن صاحب الحق سلطان.
ثلاثون عاماً مرّت على اتفاقية أوسلو “للسلام”، الاتفاقية التي ظنّ الفلسطينيون الموقّعون عليها أنها ثمرة المقاومة وخاتمة الصمود، وأنها إنجازٌ وطني ونصرٌ تاريخي. كانت اتفاقية أوسلو سبباً في انقسامٍ حادٍ بين الفلسطينيين في الوطن والشتات، أثّر على مكانتهم وسمعتهم، وأضرّ بهم وأساء إلى قضيتهم. آن الأوان لأن ننعتق من اتفاقية الذل هذه ومن كل الاتفاقيات التي تبعتها وأكدت عليها، وأن نثور عليها ونتحلل من شروطها و بنودها.
لم تعد مهمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدن وقرى القدس والضفة الغربية سهلة، رغم كثافة وجوده وقوة سلاحه وتطرف حكومته، ولم يعد باستطاعة جيشهم الذي يدعي القوة والتفوق أن يدخل إليها ويخرج منها متى يشاء!
نناقش في هذه المقالة أهمية القدس والمسجد بالنسبة للفلسطينيين، و أهمية الرباط و الصمود فيهما، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي التخلص من هويتهما.
نناقش في هذه المقالة الإجراءات الماكرة التي يتخذه العدو الإسرائيلي بالإيحاء بأنه مهتم بجبهات لبنان و سورية و إيران في حين أن هدفه الحقيقي كان ولا يزال هو القدس والضفة الغربية، فهو يريد أن يستفرد بهما ويشغل الجبهات الأخرى عنهما، فهما -حسب ادّعاء الصهاينة- حلمُ الدولة اليهودية، وقلب ممالكهم القديمة، وموطن أنبيائهم وأجدادهم التاريخي.