تحيةٌ فلسطينيةٌ من الأعماق إلى جبهاتِ المقاومة والإسناد
فوجئت إسرائيل بأن وحدة الساحات حقيقة، وأن جبهات الإسناد صادقة، وأن قوى المقاومة حاضرة، وأن بأسها شديدٌ، وفعلها مؤثر، وقدرتها على الثبات والمواصلة، والاستمرار والتطوير كبيرة.
info@jsmcenter.org
007 915 148 55 99
(Phone, WhatsApp, Telegram, Viber)
فوجئت إسرائيل بأن وحدة الساحات حقيقة، وأن جبهات الإسناد صادقة، وأن قوى المقاومة حاضرة، وأن بأسها شديدٌ، وفعلها مؤثر، وقدرتها على الثبات والمواصلة، والاستمرار والتطوير كبيرة.
المحرقة التي يشهدها العالم اليوم ويراقبها بصمتٍ، ويقف تجاه ضحاياها بعجزٍ مخزٍ، وينصر مرتكبها بدونيةٍ مقرفةٍ، أطرافها معروفون، ومكانها معلن، لن يستطيع الزمن شطبها، ولن تتمكن الإنسانية من نسيانها.
أدت التحديثات التي أصدرتها شركة كراودسترايك CrowdStrike، المتخصصة في الأمن السيبراني، إلى اضطرابات على امتداد العالم، فما هي الأسباب الحقيقية لكل ما حدث؟
تكمن المشكلة في كل هذا اللغط، و الشد الجذب، حيال الملف الفلسطيني بأن نتنياهو دخل في نفق المعالجة الأمنية للوضع في غزة، و كما لا يخفى على أحد فإن الخروج من هذا الفخ ليس كالوقوع فيه.
كل من يعرف طبيعة و بنية النظام و آليات الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكة لا بد و أنه قد تنبأ بإمكانية وقوع حادثة محاولة الاغتيال. و هنا لا بد من التوقف عند مجموعة من المحددات و الضوابط و المعايير، و سنجد بعدها أن الرئيس السابق ترامب يلعب خارج الحلبة تماماً، و هذا ما يرجح إمكانية وقوع هذه الحادثة.
إنه التاريخ يعيد نفسه في فلسطين ويكرر ذاته في قطاع غزة، وكأننا نعيش قبل أكثر من ثماني مائة عامٍ، عندما حاصر الإسبان مدن المسلمين وجوعوا أهلها، واستخدموا ملوك الطوائف في قمع انتفاضات شعبهم، وإجهاض مقاومة أهلهم.
يشعر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد تسعة أشهر من الحرب والقتال، وخسارته مئات الجنود والضباط أثناء القتال في قطاع غزة، أنه أمام فرصة تاريخية في خطابه المرتقب أمام مجلسي النواب والشيوخ يوم 24 تموز الجاري.
ستنتهي الحربُ وسيتوقف القتال، وسينقشع الغبار وستتضح الصورة، وسيظهر بوضوحٍ وجلاءٍ حجم نتائج العدوان الإسرائيلي المروع على قطاع غزة.
يتطلب ضمان مستقبل آمن و مستقر من أنقرة التخلي عن السياسات الأمريكية و الأوروبية، و الدخول في تحالف عسكري و أمني إقليمي يضم كل من تركيا والعراق و إيران و سورية، و هذا هو الأنفع و الأجدى لها في ظل التغيرات الكبرى التي يشهدها العالم و بوادر تشكل نظام عالمي متعدد الأقطاب.
كما كانت أوهام أردوغان بالعثمانية الجديدة تبدأ من البوابة السورية، بدأ يتلمس أن خلاصه سيكون من البوابة السورية، بانتظار ما ستسفر عنه الأوضاع في فلسطين المحتلة وغرب آسيا و أوكرانيا، والقادم من الأيام ينبئ بالكثير من التطورات وعندها سيكون حديث آخر.
يكثف العدو الإسرائيلي جهوده الدولية والإقليمية لاستكمال عدوانه على قطاع غزة، وتعويض فشله العسكري بحلولٍ سياسيةٍ، من شأنها تحقيق بعض أهدافه التي فاتته وعجز عن تحقيقها، وإيهام نفسه ومستوطنيه أنه حقق ما يريد، وأنجز الأمن المستقبلي لكيانه في السنوات القادمة!
أكدت التحولات الجيوسياسية، الإقليمية والدولية، في الميادين السورية واليمنية والأوكرانية، وبعد طوفان الأقصى، أن توازنات القوى والقوة، الإقليمية والدولية، اتخذت مساراً لا رجعة عنه، للانتقال من عالم القطب الواحد، برأسه الأمريكي، إلى العالم متعدد الأقطاب، برؤوسه بكين موسكو طهران، وأن منطقة غرب آسيا، وفي قلبها بلاد الشام، عادت لتأخذ دورها، الذي عرفت فيه على مدى التاريخ، بأنها المنطقة، التي تحدد مسار صعود وانهيار الإمبراطوريات، والدول العظمى.
الوضع في فلسطين المحتلة والمنطقة اليوم، ليس من جولات المعارك التقليدية، التي كانت تجري مع العدو الصهيوني، والمحكومة بأهداف ونتائج محددة، وإنما هي نهايات لمرحلة طويلة، من الصراع العربي الصهيوني، وامتداداته الإقليمية والعالمية.
لم يتوقف الحديث عن “اليوم التالي” في قطاع غزة منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، وبات سؤالاً محيراً وتساؤلاً مربكاً، وكأنهم كانوا يعرفون ابتداءً أنه سيكون يوماً عصيباً ونهاراً عسيراً، وسيكون مكلفاً وباهض التكاليف!
ما يجري في فلسطينَ المحتلة اليوم، ليس مجرد معركة عادية، وإنما صراع عميق وشرس، تتداخل فيه كل التشابكات، وميادين الاشتباك والصراع، بين المنظومة الغربية الرأسمالية المتراجعة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظومة الشرقية الصاعدة، برؤوسها الصين وروسيا وإيران.
ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس أمراً اعتيادياً يُسكتُ عنه ولا يُعارض، ولا مشاهد يومية لا تلفت الأنظار ولا تسترعي الانتباه ولا تثير الغضب، بل هي جرائم دولية موصوفة، لم يشهد العالم مثلها أو ما يشبهها.
من موسكو إلى روستوف وداغستان، لم يختلف نسق الجرم بالغ الخطورة الذي وقع بالأقاليم الثلاثة في النصف الأول من سنة 2024م، وأدّى لمقتل العشرات من المدنيين والأمنيين، لكن نمطية المأثم الإرهابي الحاصل المتشابهة مثيرة للإنتباه والاشمئزاز في نفس الوقت؛ لأن الرائحة المنبعثة منه بنكهة الفتنة والتفرقة ومحاولة إضعاف اللحمة الشعبية والقومية متعددة الأعراق والأديان في روسيا.
ظن المراقبون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمتابعون لأخبار الصفقة، ومحاولات التوصل إلى هدنةٍ أو اتفاقٍ متعدد المراحل، أن الخطة التي أعلن بنودها الرئيس الأمريكي جو بايدن تلبي طلباتهم وتستجيب إلى حاجاتهم، وتحقق شروطهم وتؤمن لهم السلامة من مخاوفهم.
انشغل العدو الصهيوني إلى جانب الحرب الصاخبة الطاحنة الشديدة الضرووس في قطاع غزة، بعدوانٍ منظم منسق، ودائمٍ مستمر، ضد القدس والضفة الغربية، خلال انشغال العالم بالحرب الصاخبة المدوية على قطاع غزة، اعتقاداً منهم أن أحداً لن يلتفت إليهم أو ينتبه إلى ممارساتهم، أو يصغي السمع إلى صرخات الفلسطينيين واستغاثاتهم.
أي فعل مقاوم لا بد أن يجمع بين أساليب المقاومة كلها، وعدم الاقتصار على وسيلة واحدة، وتفعيل جميع الأطر الوطنية المرجعية في المقاومة والنضال دون إقصاء لأحد، وتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة وحدة الهدف، وتحسين التواصل والتنسيق بين الشركاء، وعدم السماح بالنزاعات الجانبية.
الكيان الذي قام ونشأ على الجيش، وتأسس بقوة العصابات الصهيونية والمنظمات الإرهابية، ولقي دعماً من الدول الاستعمارية الكبرى، حتى أصبح الجيش الأول في المنطقة، لم يعد محط ثقة الإسرائيليين فقط، بل أصبح مثار إعجاب الدول الاستعمارية الكبرى!
تحتضن مدينة قازان بجمهورية تتارستان الروسية، هذه الأيام، دورة ألعاب “بريكس” الرياضية الدولية، التي تستمر إلى غاية الثالث والعشرين من شهر يونيو/حزيران، بمشاركة قرابة 5000 رياضي في مختلف التخصصات من 100 بلد عبر العالم.
تشكل هذه الزيارة طوراً نوعياً جديداً في العلاقة الثنائية بين الطرفين. كما أنه سيكون لها أثراً كبيراً على كل منطقة آسيا و المحيط الهادي، حيث بدأ ينزاح المركز الاقتصادي العالمي إلى هذه المنطقة بالذات.
لم تسلم الأمم المتحدة ولا أي مؤسسة دولية أو إقليمية، ولا أي شخصية أممية أو مستقلة، ولا أي هيئة قضائية أو قانونية، من ألسنة الإسرائيليين السليطة، ولا من انتقاداتهم الحادة، وتعليقاتهم اللاذعة، ولا من عنصريتهم المقيتة وفوقيتهم المريضة.
نعتقد أن هذه القمة هي فشل دبلوماسي جديد للمساعي الغربية. لذلك فإن الحرب ستستمر، فهذه القمة سبقتها قمم مشابهة دون نتيجة، و كأن المراد منها المناورة و كسب الوقت و إحداث أثر إعلامي-نفسي، الأمر الذي قد يساعد أوكرانيا على الاستمرار في الحرب و ليس أكثر، ولكن الوقت لا يسير في صالح أوكرانيا، و يبدو أن استسلامها بات قريباً!
ربما يظن العدو الإسرائيلي ومن قاتل معه وبالسلاح زوده، ومن أيده وسانده وصدق روايته، أنهم بما ارتكبوا من جرائم، وما نفذوا من مجازر، وما حققوا من أرقامٍ قياسيةٍ في القتل والخراب والدمار، استطاعوا أن يكووا الوعي الفلسطيني!
عملت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دوراً كبيراً في عمليات تقويض الأنظمة و الحكومات المعادية للمصالح الأمريكية. و للوصول إلى هذه الأهداف، شكلت وكالة الاستخبارات المركزية علاقات منظمات الجريمة و المافيات، التي قامت و تقوم بعمليات غسيل الأموال و الاغتيالات و عمليات التهريب و التجارة غير الشرعية.
بحزنٍ وأسى وغضبٍ وألم، تابع الفلسطينيون وحلفاؤهم ومحبوهم في كل مكانٍ، العملية العسكرية الأمنية الخاصة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد 276 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 750 آخرين بجراحٍ مختلفةٍ، جلهم من النساء والأطفال.
يستعيد الفلسطينيون بالكثير من الحزن والأسى والمرارة والألم نكسة العام 1967، التي منيت فيها الجيوش العربية بهزيمةٍ منكرةٍ، أمام جيش الكيان الذي ما زال يتأهل ويتطور، ولا يملك القوة الكافية ولا الردع المهاب، ولا يحظى بالدعم الكافي والإسناد المطلوب.
انتهت مرحلة صمت الليل وسكونه، فنحن أمة تتحلى بالقوة الكامنة الزاخرة التي تبعث الروح في الحياة، وتكمن قوتها بتحمل المسؤولية دون أن تفسح مجالاً لليأس والقنوط، ما زالت جلالة الزيتونة المقدسة تقيم هناك في الحديقة المسلوبة، وتجعل من ذكرى النكسة (57) حافزاً للمضي قدماً في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
حرائقٌ ودخانٌ ونارٌ وألسنةُ لهبٍ، ومساكنٌ وأحراجٌ وغاباتٌ وأشجارٌ تشتعل، وحطامٌ يتطاير ودخانٌ لا ينقشع، وسياراتٌ تنفجر وكل شيءٍ فوق الأرض يحترق، وقلوبٌ تضطرب، ونفوسٌ تختلج، وأصواتٌ ترتعد، ومحاولاتٌ يائسةٌ لإطفاء النار وإخماد الحرائق وحصارها.
المبادرات الأمريكية، ماهي إلا مكيدة ماكرة تصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وما النصر إلا صبر ساعة، الكيان الصهيوني يتألم وينزف دمعاً ودماً وحالة الاستنكار الدولي لجرائمه تتسع وتزيد وبالتالي الصبر الصبر.
لا يتناسب أبداً ما يقوم به الجنود الإسرائيليون من جرائم وموبقات، ومذابح ومجازر، وعمليات إبادة جماعية وتطهيرٍ عرقيٍ مقصود، وحرقٍ وقصفٍ ودمارٍ وخرابٍ، في فلسطين عموماً وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، مع ادعاءاتهم بأنهم الجيش الأكثر مناقبية والأفضل أخلاقاً في العالم، والأكثر انضباطيةً والتزاماً بقوانين الحرب والأعراف الدولية.
في عصر أصبح العالم بحاجة لمخططات جديدة، وقواعد سياسية مختلفة، وتعددية قطبية، تبقى أمريكا عالقة في رؤية قديمة لدورها العالمي، ومن الواضح أنهم أخطأوا كثيراً في قراءة الاتجاه الذي كان يتجه إليه الشرق الأوسط منذ عقود، لكنهم يصرون على مواصلة العمل نفسه، مهما كلفهم الأمر.
شريطٌ حدودي بين بحر رفح شمالاً ومنطقة كرم أبو سالم جنوباً، يمتد على طول الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة، ويبلغ طوله 14 كلم، أطلق عليه العدو اسم “محور فيلادلفيا”، بينما يسميه الفلسطينيون “محور صلاح الدين”، وكان الكيان الصهيوني قد أصر في العام 1979 وفق اتفاقية كامب ديفيد أن يبقى خاضعاً لسلطاته الأمنية والعسكرية.
للتكنولوجيا الحديثة و انتشار الأنترنت أثرٌ بالغ الخطورة، ليس على مستوى الاتصال و التواصل و حرب المعلومات أو ما يعرف بالاستخبارات مفتوحة المصدر فحسب، بل أيضاً على مستوى الحرب الإلكترونية، خاصةً مع وجود كم هائل من الأقمار الصناعية و وسائل الرصد و التجسس، و استخدام الذكاء الصناعي؛ كل ذلك تم تسخيره لعمليات نوعية تقوم بها أجهزة المخابرات.
رائعٌ هو الموقف الإسباني تجاه فلسطين وشعبها، موقفٌ نعتز به ونفتخر، ونبني عليه ونستثمر فيه، وينبغي تقديره والإشادة به، وشكر إسبانيا حكومةً وشعباً وتشجيع غيرها، وعدم الاستخفاف به وبمواقف الدول الثلاث والأوروبية الثماني الأخرى، التي سبقت بإعلانها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحق شعبها بالمقاومة والنضال، لاستعادة حقوقهم وتحرير أرضهم.
حالة الهيستريا التي تصيب الكيان تمهد لارتكاب مجازر فظيعة لأنها كما تزعم تتعرض لأزمة وجود، وبالتالي فالخطر كل الخطر أن يصمت العالم، أو يهادن ويتماهى مع الدعاية الصهيونية. وفي حال إذا خرجت «إسرائيل» من هذه المحنة من دون مسائلة ومحاسبة سيكون بمثابة إخضاع العالم برمته لهذه السياسة الصهيو- نازية.
لم نكن نحن الفلسطينيين في حاجةٍ لانتظار ثمانية أشهرٍ من الحرب والعدوان الإسرائيلي الوحشي على شعبنا وقطاعنا الحبيب، لنعرف نوايا العدو الحقيقية، ونطلع على مخططاته الخبيثة وتطلعاته العنصرية، فنحن نعرفه جيداً وقد خبرناه كثيراً، ونفهمه جيداً وقد جربناه طويلاً.
ظن جيش العدو المدجج بكل أنواع السلاح، والمعزز بالدبابات والطائرات، أنه دمر المقاومة في شمال القطاع، وأضر ببنيتها التحتية، وقضى على قدراتها الذاتية، لكن جباليا هبت من جديدٍ وكأنها في أول المعركة.
إن الإرهاب هو صفة ملازمة للمجتمعات الطبقية، تطور الإرهاب بتطور شكل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، و ارتبط الإرهاب في التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية الطبقية بشكل عام، و في التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية للرأسمالية بشكل خاص.
لم تعد ذكرى النكبة مناسبةً لاجترار الأحزان والبكاء على الأطلال، ويوماً لفتح الصناديق واستخراج المفاتيح واستعراض الصور، ومناسبةً نستذكر فيها مع من بقي حياً من كبار المسنين الفلسطينيين، الذين شهدوا النكبة وعاصروا المحنة، وكانوا شهوداً على الهجرة واللجوء!
هناك تكهنات رشحت عن الحادثة التي لا زالت غامضة، ويبقى الحديث مجرد تأويلات، لم تلامس أو تقترب من الحقيقة النهائية لأسباب سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية. وحتى هذه اللحظة لم تفصح البيانات الرسمية للجمهورية الاسلامية عن أسبابه، و يبقى الحديث مجرد تخمينات وفرضيات.
يتطلع الفلسطينيون جميعاً في الوطن والشتات عموماً، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ومعهم شعوب الأمة العربية والإسلامية الصادقة، وأحرار العالم وإنسانيوه، إلى اليوم الذي تتوقف فيه الحرب الهمجية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وينتهي العدوان المستمر على سكانه.
يحاول المسؤولون الإسرائيليون عبثاً، على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، إقناع عشرات آلاف المستوطنين، الذين هربوا من بيوتهم ومنازلهم في المستوطنات والمغتصبات الصهيونية في الشمال والجنوب، العودة إليها والإقامة فيها، لكن محاولاتهم المحمومة ذهبت هباءً وباءت بالفشل.
اجتياح رفح أو معبرها، وإغلاق منافذها وإحكام الحصار عليها هي آخر فعلٍ يقوم به العدو ويلجأ إليه، وآخر الأوراق التي يستخدمها بعد يقينه بالعجز وإحساسه باليأس، فلم يبق في جعبته شيءٌ يقدّمه، أو وسيلة يعد بها مستوطنيه ويمنّي بها نفسه.
منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الوقت الحاضر، لم يهيمن أي مفهوم بشكل كامل على الخيال الاستراتيجي بقدر ما سيطر مفهوم الردع. قال رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون: إن الردع هو «السلاح الرئيسي للبلاد – الخوف منا».
لن تطمئن المقاومة إلى وعود الوسطاء وضمانات الكفلاء بأن ربيبتهم ستخضع وستلتزم، وستقبل بالشروط وستحترم، ولن تعاود بعد استعادة أسراها الحرب من جديد والغارات مرةً أخرى، لعلمها أنها ضماناتٌ واهيةٌ ونوايا كاذبة!
فهل ستتمكن الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من إلزام الحكومة الإسرائيلية باحترام الاتفاق وعدم خرقه؟ والالتزام بالتنفيذ الدقيق لجميع بنوده دون تلاعبٍ واحتيال؟ وهي التي كما تدّعي قد سعت له وتوسطت من أجله، أم أنها ستصيخ السمع لهم من جديد!
نحن اليوم على أعتاب نظام عالمي جديد متعدد القطبية، بعد أن كان أحادي القطبية، فمن الطبيعي أن تنهار تلك الأمم المتحدة. لذلك، في ضوء الخروقات والجرائم الصهيونية في فلسطين، يبرز السؤال:
هل سقطت الأمم المتحدة حالياً، و يُتظر ولادة جديدة؟!