النكبة 77: كأنّا الدعاء الأخير على شفاه الأنبياء
نفتح في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة كتاباً لم يُغلق بعد، كتاباً كتبته الأجيال على هوامش التهجير في مخيمات اللجوء، بين بقايا الأرض التي لا تُمحوها الأزمان.
info@jsmcenter.org
007 915 148 55 99
(Phone, WhatsApp, Telegram, Viber)
نفتح في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة كتاباً لم يُغلق بعد، كتاباً كتبته الأجيال على هوامش التهجير في مخيمات اللجوء، بين بقايا الأرض التي لا تُمحوها الأزمان.
إن الحفاظ على الأونروا يتطلب تحركًا جماعيًا من الدول العربية والمجتمع الدولي، عبر تحركات دبلوماسية وقانونية ومالية لتوفير الدعم اللازم. فالأونروا ليست مجرد وكالة إغاثة، بل هي ركيزة أساسية في الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
يتجلى التحرر التربوي الفلسطيني في بناء نظام تعليمي ينبثق من الواقع وينقده ويسعى إلى تغييره عبر أدوات علمية وتجريبية متجذرة في فلسفة الوعي النقدي والتجربة الحية، فحين تُقرأ البيانات بعيون نقدية، وتُطلب الجودة كتحرر لا كامتثال، وتُصاغ السياسات عبر مشاركة واسعة نابضة بروح المجتمع، وتُستلهم التجربة المحلية كمنبع للمعرفة، تتشكل ملامح تعليم فلسطيني يليق بشعب ينشد العدالة والحرية والكرامة.
في ظل احتلالٍ يُمعن في تمزيق الجغرافيا وسلب الذاكرة، تبقى المدرسة الفلسطينية من آخر ما تبقى لنا من ملامح السيادة الممكنة، ومنابر المعنى المتبقي. هي ليست مجرد جدران، ولا حصصاً دراسية مجدولة، بل هي، في جوهرها، ساحة الصراع الكبرى بين مشروعين: مشروع الهيمنة والنسيان، ومشروع التحرر والتكوين.
لا ينبغي اختزال التعليم في كونه مجرد خدمةٍ تُقدَّم للمواطنين، بل هو في جوهره مشروعٌ حضاريٌّ يُعيد تشكيل ملامح المستقبل. فإن كان التعليم قائماً على الاستظهار العقيم والاجترار الآلي للمعلومات، فإنه يتحول إلى أداةٍ لإعادة إنتاج الركود الفكري والانصياع غير الواعي، مُكرِّساً ذهنية التلقي السلبي بدلاً من إعمال العقل وإيقاظ الوجدان.
لقد أصبح عام 2030 نقطة ارتكاز في الخطاب التنموي العالمي، حيث يجري تقديمه بوصفه منعطفاً حضارياً يؤذن بولادة عالم أكثر عدالة، تتلاشى فيه الفوارق الصارخة بين الشعوب، وينتصر فيه العقل الجمعي على نزعات الهيمنة والاستغلال.
إنّ إصلاح التعليم لا يتم عبر حلولٍ آنيّةٍ تُعالج الأعراض دون الغوص في الجذور، بل عبر إعادة صياغة منظومةٍ تعليمية ترى في الفاقد فرصةً لبناء تعليم أكثر أصالة وعمقًا.
أي فعل مقاوم لا بد أن يجمع بين أساليب المقاومة كلها، وعدم الاقتصار على وسيلة واحدة، وتفعيل جميع الأطر الوطنية المرجعية في المقاومة والنضال دون إقصاء لأحد، وتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة وحدة الهدف، وتحسين التواصل والتنسيق بين الشركاء، وعدم السماح بالنزاعات الجانبية.
انتهت مرحلة صمت الليل وسكونه، فنحن أمة تتحلى بالقوة الكامنة الزاخرة التي تبعث الروح في الحياة، وتكمن قوتها بتحمل المسؤولية دون أن تفسح مجالاً لليأس والقنوط، ما زالت جلالة الزيتونة المقدسة تقيم هناك في الحديقة المسلوبة، وتجعل من ذكرى النكسة (57) حافزاً للمضي قدماً في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.