حوار الدكتور عبدالله العبادي*
عضو اللجنة الإعلامية للمؤتمر
تحضيراً تحضيراً للمؤتمر العلمي الدولي حول التعليم الخاص بين الواقع والطموحات والذي سيتم عقده خلال الفترة الممتدة بين 25 و27 من مايو المقبل بمدينة صبراتة الليبية، تستضيف اللجنة الإعلامية أمين عام المؤتمر، المفكر والأكاديمي العراقي عبدالكريم عبدالجليل الوزان، رئيس جامعة أسبق، عميد العديد من كليات الإعلام في الوطن العربي، أحد رجالات الإعلام العرب، كاتب صحافي منذ أربعة عقود ونيف.
نستضيفه اليوم لننهل من تجاربه العديدة في تسيير الجامعات أون لاين، ونستشرف معه آفاق تطوير هذا القطاع في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم المعاصر.
أولاً، نشكركم جزيل الشكر معالي البروفيسور لقبول الدعوة، وسؤالي الأول: كيف ترون واقع التعليم الخاص والطموحات؟
في بادئ الأمر أشكر حضرتك دكتور عبدالله على هذه الاستضافة لإجراء هذا الحوار.
في واقع الأمر، فإن واقع التعليم الخاص والطموحات هو واقع مبشّر بالخير، وهو جانب إيجابي باعتبار أن التعليم الخاص هو عامل مساند للتعليم الرسمي أو الحكومي وله مزايا إيجابيه في أنّه يمنح فرصاً لغير القادرين من حيث السن أو الوقت او الظروف المادية للتماشي مع التعليم الرسمي. إضافة إلى أن التعليم الخاص يمنح للدولة التفرغ للمهام والواجبات السيادية ومنها ما يتعلق بالدفاع عن الحدود وعن الوطن وأيضاً المحافظة على الأمن والصحة والشؤون الخارجية والمالية وهكذا..
وقد مرّ التعليم الخاص بتجارب كثيرة، تمّ الاستفادة من هذه التجارب وأصبح في أفضل حال والطموح أن يتم التوسع في ذلك باستخدام التقنيات العالية والتكنولوجيا الرقمية، وأيضاً الاستعانة بالتعليم الافتراضي، فهذا التعليم اي “أون لاين” يمنح الفرصة في التعلّم للكثير من الراغبين الذين لا تسمح لهم الظروف الأمنية أو المكانية أو الصحية، فنحن نطمح أن يكون هناك وعي لدى السكان والمجتمع بشكل عام لدعم هذا التعليم.
كيف تُقيِّمون الإعداد الأكاديمي والتطوير المهني للعناصر التدريسية؟
العالم يتطور والتعليم يتطور وهناك بحوث مستمرة وهناك تكنولوجيا متجدّدة وأصبحنا اليوم نعيش في عالم الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وكل هذا يتطلّب أن يتمّ تفعيل هذه الأمور في الجانب الأكاديمي والتطوير المهني لكل أعضاء الهيئة التدريسية. بحيث يكون الأستاذ مهيَّأ لجميع الحالات والأمور في التعليم سواء أكان التعليم حضورياً أم “أون لاين” أو في استخدام الأجهزة والمعدّات اللازمة التوضيحية في التدريس. وأنا أرى التجربة الآن، بحاجة لمزيد من الدعم التكنولوجي حتى يكون هناك إعداد أكاديمي مبنيٌّ على أسس تعليمية عالية تتضمن مناهج معاصرة وحديثة إضافة إلى تأهيل العناصر التدريسية بالدورات، وبكل ما يتمّ إبداعه وكل ما يتم تطويره حتى يواكب الأستاذ كل العملية التعليمية بكل عناصرها التقنية والإدارية والمهنية.
بالنسبة لأهمية العمل على جودة التعليم الخاص، برأيكم كيف يمكن ذلك؟
العمل على جودة التعليم الخاص يتمّ أولا بتفهُّم الدولة للتعليم الخاص وثانياً بتفهُّم الأهالي، ومن ثم باختيار أساتذة أكفاء لهذا الجانب، وبرصد ميزانية خاصة له وبعمل مشاركة مع التعليم الرسمي، للاستفادة من كل التجارب ومن كل الحقول العلمية. وهذه الجودة تتطلّب أن تكون هناك مشاركة مع التعليم الرسمي ورعاية من التعليم الرسمي ودعم من أجهزة الدولة وخاصة وزارة التعليم العالي والإعلام بالدرجة الأولى على دعم وتطوير هذا التعليم الخاص، بحيث يكون ذا جودة عالية من خلال الالتزام بالقيم والمبادئ والنزاهة والحيادية العلمية.
كيف تُقيّمون التجارب العربية في مجال التعليم الخاص؟
التجارب العربية في مجال التعليم الخاص جد متفاوتة، لأن لكل دولة ظروفها الاقتصادية والسياسية والأمنيّة والاجتماعية، لذلك هنالك تفاوت، هناك دول عربية متطورة في هذا الجانب مثل مصر والسعودية والكويت والإمارات ودول أخرى عديدة. لكن ينبغي تبادل هذه التجارب من خلال التبعيث والمؤتمرات والندوات وتبادل الخبرات حتى يكون هناك خبرة واحدة مركزية من كل النواحي.
كيف نستثمر التحول الرقمي في خدمة التعليم الخاص، وخصوصاً عن بعد؟
أمّا عن كيفية استثمار التحول الرقمي في مجال التعليم الخاص وخصوصاً التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني، فالتحول الرقمي قد حقق طفرة سريعة علمية، هذه الطفرة تمثّل قفزةً زمنيةً واختزالاً للوقت وتقليلاً للمصروفات وتقريباً للأفكار وتوضيحاً أكثر وبهذا يجب أن تتمّ رقمنة جميع المناهج في التعليم الخاص. بحيث يكون هناك استفادة كبرى للطلاب وأيضاً هناك مختبرات وبحوث لهذا الغرض، وحينما تكون عن بعد فالتحول الرقمي أساساً يأخذ مساحة كبيرة من التعليم الافتراضي أو “الأون لاين”، لأن الرقمنة تعتمد على الانفتاح في الاتصال العالمي المفتوح وعلى استخدام برامج الاتصال وعلى وسائل الإعلام الحديث، ولذلك يجب جمع كل ذلك في عملية التحديث والتنشئة والتفعيل والمتابعة المستمرة، بالتنسيق مع وزارات التعليم العالي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور عبدالله العبادي – كاتب صحفي، محرر الشؤون العربية و الإفريقية، مؤسس منصة تفكير عربي.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً