إعداد الأستاذ علي ابراهيم*
في تطوّر سريع ومفاجئ، بدأت الخطوات الأولى لإنهاء الحرب في أوكرانيا تظهر على السطح، مع إعادة فتح قنوات الاتصال بين واشنطن وموسكو.
بعد اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدأت التحضيرات لعقد قمّة في الرياض، حيث يزور وفد أميركي بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو العاصمة السعودية لإجراء مباحثات مع وفد روسي يقوده وزير الخارجية سيرغي لافروف. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل اقترب لقاء ترامب وبوتين فعلاً؟ وما هي أولويات العمل المشترك بين الإدارتين في هذه المرحلة؟
وفقًا للدكتور إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات، فإن أوكرانيا تحتاج إلى العدالة قبل السلام. يقول أوس في تصريح خاص لقناة “سكاي نيوز عربية”: “أوكرانيا تحتاج أولاً إلى العدالة وليس إلى السلام. عندما نحلل ما حدث طوال هذه السنوات الثلاث، يمكننا أن نذكّر ببعض الجرائم التي ارتكبتها روسيا من تدمير للمرافق والمباني. تقييم الخسائر قد وصل إلى أكثر من تريليون دولار”.
من جهته، يرى الأستاذ رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي، خلال حديثه في برنامج غرفة الأخبار على قناة (سكاي نيوز عربية)” أنّ ترامب يعبث بالجميع، وخاصة الأوروبيين”. وأشار إلى أنّ الأوروبيين يدفعون ثمن تبعيتهم في السياسة الأمنيّة والخارجية لسنوات طويلة للإدارة الأمريكية. ويؤكد أبو جزر أنّ الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو الشعب الأوكراني، بينما الرابح الوحيد هو الولايات المتحدة. ويضيف: “أوروبا كانت مصلحتها بأن تنتهي هذه الحرب، ولكنها تأخرت كثيراً في اتخاذ خطوات جادة”.
من جهة أخرى يرى الدكتور آصف ملحم، مدير مركز JSM أنّ روسيا أعدّت خططاً بديلة في حال فشل المفاوضات. وأضاف في تصريحات خاصة لقناة “سكاي نيوز عربية” قائلاً: “من السابق لأوانه القول بأن هناك سلام ما أو عدالة ما ستتحقق في أوكرانيا على الإطلاق”. وأشار إلى أن “روسيا لا تثق بالأطراف الغربية، خاصة بعد تقديم الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، مما يزيد من هواجسها الأمنية”.
وبحسب رؤية السيد ريتشارد وايتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هيدسون، أن أوروبا تسعى لتشكيل قوة دفاعية مستقلّة بمعزل عن حلف الناتو. قال وايتز: “يبدو الآن الأمر واضحاً أنه بات لدى ترامب فكرة بشأن إبرام اتفاق مباشر بين القادة الروس والأوكرانيين”. وأضاف أيضاً: “طالما حلّ الرؤساء الأمريكيون الخلافات بين القادة العرب والقادة الإسرائيليين في اتفاقية كامب ديفيد على سبيل المثال!”
ويبدو أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون هشًا وغير دائم. فكما يقول الدكتور ملحم: “أي اتفاق حتى لو تم التوافق عليه سيكون هشًا للغاية، وكل طرف قادر على خرقه عندما يشاء”.
وبينما تسعى الولايات المتحدة لفرض شروطها، تبحث أوروبا عن دورها في هذه المعادلة المعقّدة، بينما تخطّط روسيا لسيناريوهات بديلة في حال فشل المفاوضات.
لا يوجد ضمانات في أن قمة الرياض سوف تأتي بالسلام وتنجح حسب رأي السيد أبو جزر؛ إذ قال: “أنا بتقديري أن ترامب يريد من هذه القمة إما أن يفرض شروطه ويخرج كزعيم أوحد في العالم، أو يعطي الضوء الأخضر ويدفع بوتين لتوسيع دائرة الحرب لتشمل دول أوروبية أخرى”.
ودعماً لهذه الفكرة عقّب أوس: “تريد أوروبا المشاركة في هذه المحادثات!” ووضّح قائلاً: “لا اعتقد أن شيئاً سيحدث بدون مشاركة الدول الأوروبية”، وأضاف أيضاً: “لا أعتقد أن شيئاً سيحدث بدون مشاركة الدول الأوروبية لأن أوكرانيا تسعى لأن تكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي وليس الولاية الـ 51 للولايات المتحدة الأمريكية”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأستاذ علي ابراهيم – كاتب و مراسل صحفي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً