بقلم الدكتور محمدعياش*
تدرك دولة الاحتلال كل الإدراك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا وعدت أوفت بوعدها، وبالتالي فإن الرد الإيراني قادم لا محالة فالعصابة الصهيونية تعيش أسوأ أيامها إذ تتلطى بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول كبريطانية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الذين أصدروا بياناً يدعون فيه طهران بعدم الرد!
البيان الخماسي ما هو الا مناورة وحرب نفسيه ضد ايران، فإيطاليا وألمانيا دولتان ليست لهما أي فعالية عسكريه في الخارج (حاملات طائرات قواعد عسكرية) وبالتالي إضافتهما للبيان هي للديكور فقط. انكلترا وفرنسا رغم الماضي الاستعماري هما الآن دولتان تابعتان اقتصادياً وسياسياً لأمريكا وستشاركان بأي جهد عسكري تطلبه منهما الولايات المتحدة ببيان أو بدون بيان كما حدث في عملية الوعد الصادق وبالتالي البيان لا يضيف جديداً وبالتأكيد لن يخيف إيران. لكن إيران لن تتراجع عن الضربة تحت أي ظرف والتأخير له أسباب موضوعية:
أولاً: الضربة يجب أن تكون أقسى من ذي قبل، وبالتالي تحتاج إلى دراسة شاملة.
ثانياً: يجب إيجاد طريقة لكي لا يتمكن الطيران المعادي من اعتراض أغلب الصواريخ والمسيرات كما حدث في المرة السابقة. وهذا أيضا يحتاج إلى مزيد من التحضير والوقت. ثالثاً: بالتأكيد تخشى إيران أن يستهدف المجرم نتنياهو منشآتها النووية كرد على ضربتها القادمة وهذا قد يعيد البرنامج النووي الإيراني عشر سنوات إلى الخلف لذا لابد من أخذ مجموعة من الاحتياطات مثل إخلاء المواقع النووية من الأشياء المهمة مثل الوقود النووي وأجهزة الطرد المركزي وما شابه. ومثل نشر دفاعات جوية قوية حول هذه المنشآت وهذه الاحتياطات تستلزم أيضاً مزيداً من الوقت. فقرار الحرب ليس سهلاً.
واشنطن تدفع بالمزيد من السفن والبوارج والقطع البحرية المرافقة، مع الإعلان عن صفقات أسلحة بالمليارات للكيان الصهيوني في محاولة لبعث الطمأنينة في نفوس الصهاينة المذعورين.
تعكف المراكز المختصة بالجيوسياسية أن تقف عند حدود الرد الإيراني واليوم الذي يليه من ردود أفعال صهيو- أمريكية، لأن إسرائيل نجحت لهذه اللحظة بإقناع الولايات المتحدة وحلفائها بالرد على الرد الإيراني مما يسبب باشتعال حرب مجهولة الحدود والأطر.
الجرح الذي أصاب كرامة الجمهورية الإسلامية كبير، وأعتقد أن القيادة الإيرانية من المرشد الأعلى وحتى أصغر قائد يفكرون بالرد العقابي الذي يجعل دولة الكيان أن تفكر مليون مرة من أن تقدم على فعل يصيب الكرامة الإيرانية، وبالتالي فإن طبيعة الكيان الصهيوني والتهديدات المصحوبة بحالة من الذعر في صفوف المستوطنين، قد تسهم في انهيار “النسيج” الصهيوني في عموم فلسطين.
عن المرة السابقة أي الوعد الصادق في نيسان/إبريل الماضي كانت عنوانها الصواريخ البالستية والمسيرات، حيث هب الكثير من الدول للذود عن دولة الاحتلال، إلا أن الرسالة قد وصلت للذين يعلمون بالإيديولوجية العسكرية، وتم الكشف والتأكيد أن هذه الدولة المارقة أوهن من بيت العنكبوت.
إن إرسال الموفد الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، محاولة يائسة لثني الجمهورية الإيرانية بحقها في الرد, وجاء على لسان المبعوث الأمريكي “أن وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يؤدي لتهدئة الجبهة اللبنانية”. هذا التصريح يدل على نية واشنطن بوقف إطلاق النار والطلب من إيران عدم الرد وربط الأمور كلها ببعضها.
إيران دولة إقليمية قوية ولها مؤسساتها الصلبة بالإضافة إلى تحالفاتها المتينة، وأجزم بأنها سترد ومستعدة لكل التبعات، وأملك من الفراسة ما أملك بأن الولايات المتحدة وإسرائيل سيبلعون الرد في محاولة من عدم توسع الحرب وذلك لأسباب تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية وتحركات المحكمة الجنائية الدولية التي تستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور محمد عياش – كاتب وباحث سياسي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً