بقلم الدكتور آصف ملحم*
تعتبر الأقاليم الأربعة الجديدة التي ضمتها روسيا في حالة حرب من الناحية القانونية منذ 20 أكتوبر 2022. في 29 مايو 2023 تم إدخال تعديلات على القوانين الفيدرالية الروسية تسمح بإجراء الانتخابات في حالة الحرب، مع العلم أن ذلك كان ممنوعاً في القوانين الروسية سابقاً.
وفقاً للقانون، قامت اللجنة العليا للانتخابات بتاريخ 15 يونيو السابق، بعد التشاور مع وزراة الدفاع الروسية و جهاز الاستخبارات، بتحديد 10 سبتمبر 2023 موعداً للانتخابات. تم الاتفاق نهائياً على الموعد بين 8-10 سبتمبر. وهي انتخابات محلية لتعيين حكام لتلك المقاطعات ونواب للبرلمانات المحلية و رؤوساء للبلديات لمدة 5 سنوات.
وفقاً للقانون، لكي يتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم فإنه يمكن إنشاء مراكز للاقتراع خارج حدود المقاطعة، ويستطيع الناخب استخدام أي وثيقة، غير البطاقة الشخصية (كرخصة القيادة أو الشهادة الجامعية … الخ)، سواء كانت صادرة من أوكرانيا أو من روسيا، للإدلاء بصوته.
بلغ عدد المتقدمين إلى هذه الانتخابات 1326 مرشحاً، تم التسجيل رسمياً 1313 طلباً حتى نهاية آب الماضي.
في جمهورية دونيتسك الشعبية سيتم اختيار 90 نائباً.
في جمهورية لوغانسك الشعبية سيتم اختيار 50 نائباً.
وفي مقاطعة زاباروجيا 40 نائباً.
وفي مقاطعة خيرسون 36 نائباً.
يستطيع الترشح لهذه الانتخابات جميع المواطنين الروس ممن بلغ 21 عاماً في يوم الانتخابات، على أن لا يكون في السجن في هذه الأثناء. لا يحق للأشخاص الذين يحملون جنسية أجنبية أو تصاريح إقامة دائمة في دولة أجنبية المشاركة في الانتخابات. كما يحظر القانون مشاركة المحكومين بأي جرم.
وفقاً للقانون، لا يحق للذين ارتكبوا جرائم خطيرة أو عدد من الجرائم متوسطة الخطورة المشاركة في الانتخابات، وفترة حظر المشاركة تصل ما بين 5-15 عاماً. كذلك يحظر القانون مشاركة الأشخاص الذين انخرطوا سابقاً في منظمات متطرفة أو إرهابية، وتصل فترة حظر المشاركة بين 3-5 سنوات.
لا يعتبر وجود حسابات و ودائع خارج روسيا سبباً لرفض تسجيل المرشحين؛ بل لا بد من تقديم معلومات حول هذه الأصول، مع الإشارة إلى الظروف التي لا يمكن في ظلها إغلاقها أو نقلها إلى الاتحاد الروسي. و يتم تطبيق هذه القاعدة التشريعية في السنة الأولى من الانتخابات لبرلمانات المناطق الجديدة.
الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات في جمهوريتي دونيتسك و لوغانسك هي: روسيا الموحدة، الحزب الشيوعي، الحزب الليبرالي الديمقراطي، حزب الناس الجدد، وتكتل يضم ثلاثة أحزاب: روسيا العادلة و باتريوتي و من أجل الحقيقة.
أما في مقاطعتي زاباروجيا و خيرسون فستشارك جميع الأحزاب السابقة باستثناء حزب الناس الجدد.
بين 1-4 سبتمبر، قام الناس المقيمون خارج المناطق الأربعة الجديدة بالإدلاء بأصواتهم في 329 مركزاً في مختلف المدن الروسية.
في (المناطق الصعبة و الخطيرة)، أي الواقعة قرب خط الجبهة أو التي يصعب الوصول إليها، فلقد تم تصميم صناديق متنقلة لجمع أصواتهم، حيث يقيم المشرفون على هذه الصناديق بزيارة الناخبين في بيوتهم للحصول على أصواتهم. في دونيتسك و زاباروجيا تم البدء بجمع الأصوات في المناطق الخطيرة منذ 31 آب، وفي لوغانسك وخيرسون منذ 2 سبتمبر. وانتهى التصويت في هذه المناطق في 7 سبتمبر.
بالرغم من أن الفترة الأساسية للانتخابات بين 8-10 سبتمبر، إلا أن جمع الأصوات ما زال مستمراً في الصناديق المتنقلة؛ إذ يتمكن الأشخاص الذين لا يقيمون في فترة الانتخابات في أماكن إقامتهم الدائم من استخدام هذه الصناديق للإدلاء بأصواتهم. في هذه الصناديق المتنقلة صوّت حتى الآن 7500 ناخباً.
في المناطق الأربعة الجديدة يوجد 1900 مركزاً انتخابياً. بالرغم من أن الانتخابات تجري بشكل طبيعي في هذه المراكز، إلا أنه حصلت بعض المفاجآت غير السارة:
1-في مقاطعة خيرسون اضطرت السلطات الروسية إلى إجلاء بعض اللجان الانتخابية إلى مطار عسكري قريب بسبب القصف الأوكراني.
2-في منطقة سكادوفسكي التابعة لخيرسون، و التي يقدر عدد سكانها بـ 127 ألف نسمة، سقطت بعض الدرونات بالقرب من مراكز الاقتراع.
3-في لوغانسك و زاباروجيا، الوضع أصعب بسبب الأعمال الحربية و القصف المستمر.
4-في دونيتسك الوضع من الناحية الأمنية أفضل بكثير من باقي المقاطعات.
علاوة على ذلك، تعرضت العديد من المواقع الإلكترونية التابع للجان الانتخابات إلى هجومات سيبرانية من خارج روسيا، فلقد بلغ عدد هذه الهجومات 5023 هجوماً. كما ظهرت بعض المواقع الإلكترونية الوهمية بهدف تضليل الناس.
لكن بشكل عام فإن مستوى القصف و الأعمال الحربية و الهجومات السيبرانية في المناطق الجديدة لا يمكن القول بأنه عالٍ جداً إلى الدرجة التي يمنع إجراء الانتخابات؛ فهناك إجراءات أمنية مشددة في تلك المناطق، لذلك ستكون هذه الانتخابات اختباراً حقيقياً لقدرة روسيا على القيام بمثل هذا النشاط السياسي الهام في ظروف الحرب.
= = = = =
*الدكتور المهندس آصف ملحم – مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً