بقلم الدكتور نجم الدليمي*
مقدمة
من البديهيات الأساسية التي كان يتداولها المعلقون والصحفيون وكثير من الناس بمن فيهم البسطاء أن الاتحاد السوفيتي لديه من المنعة والقوة والجبروت ما أجبر القوى العالمية السوداء على محاولة إخضاعه بوساطة الحروب والأساطيل والجيوش. وكان الاتحاد السوفيتي يملك كل ما يلزم للمحافظة على استقلاله وقوته الضاربة وهذا ما دفع أعداءه وخصومه للتفكير بخطة ما لتفكيكه من الدّاخل بوساطة عناصر تحمل الجنسية (الروسية) و (البطاقة الحزبية) والمكانة المرموقة في الحزب والسلطة … الخ، ومستعدين لتنفيذ مشروع الحكومة العالمية والسيناريوهات القادمة من وراء البحر [1].
المطلب الأول: محطات مضيئة في تاريخ نضالي مشروع وعادل
إن ما يميز الشعب الروسي-السوفيتي عن بقية شعوب العالم، هو أنه يملك محطاتٍ مضيئةً في تاريخه النضالي المشروع سواء أكان قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى أو خلال الحقبة السوفيتية وما بعدها.
إن الشعب السوفيتي وبسبب هذا التاريخ البطولي والنضالي لديه مناسبات تحمل طابعاً وطنياً وأممياً في آن واحد، اكتسبت الأهمية والمغزى في التاريخ الحديث، ومنها على سبيل المثال: ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، تأسيس الاتحاد السوفيتي، دور ومكانة قادة الاتحاد السوفيتي كلينين وستالين العظيمين، سلطة السوفيات، شكل وطبيعة النظام السوفيتي، الانتصار على الفاشية الألمانية اللقيطة والوريث الشرعي للنظام الإمبريالي العالمي، الإنجازات الكبيرة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فريدة النوع، غزو الفضاء، وغيرها من المحطات المضيئة في تاريخ الشعب السوفيتي.
إن جميع هذه المحطات التاريخية الموضوعية والمضيئة، مترابطة بعضها مع البعض الآخر ولا يمكن الفصل بينها، وجميعها شكلت وتشكل التاريخ النضالي للشعب السوفيتي. كما أنها في الوقت نفسه لا تزال تشكل أيضاً إرثاً عظيماً للشعب السوفيتي. والدليل أن الغالبية العظمى من شعوب العالم المحبة للسلام والتواقة للتعايش السلمي والأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية العالمية تحتفل في هذه المحطات التاريخية. لكن للأسف تناست بعض القيادات في بعض الأحزاب الشيوعية هذه المحطات التاريخية.
نؤكد أن غالبية شعوب العالم تُكنّ الاحترام والتقدير وتتضامن وتدعم الشعب السوفيتي-الروسي سابقاً واليوم، مهما حاول خصوم وأعداء الشعب السوفيتي وبعض الليبراليين والإصلاحيين المتوحشين والبيرسترويكيون الإساءة لهذا التاريخ العظيم للشعب السوفيتي. لقد فشل هؤلاء في مساعيهم اللامبدئية واللاوطنية في تشويه تاريخ الشعب السوفيتي ونضاله العادل والمشروع والاساءة لقادة الشعب السوفيتي ومنهم لينين وستالين العظيمين.
إن هذه المحطات التاريخية الموضوعية والمضيئة في تاريخ تأسيس الاتحاد السوفيتي ستبقى خالدة في ضمير وذاكرة الشعوب الحية المحبة للسلام والتعايش السلمي. ومهما حاولت الأقلام الصفراء والمشبوهة والمأجورة تشويه الحقائق الموضوعية والعلمية، إلا أنهم سيفشلون في سعيهم اللامشروع مدفوع الثمن، الذي خدم ويخدم أعداء الشعب السوفيتي. إن مصير هؤلاء جميعاً هو مطاوي التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للطابور الخامس من أمثال غورباتشوف وفريقه المرتد: ياكوفلييف و شيفيرنادزة و يلتسين و كرافتشوك و بوبوف و كوزيروف و بوربوليس و تشوبايص وغيرهم من خصوم الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي.
يتبع …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور نجم الدليمي – باحث وأستاذ جامعي متقاعد.
(1) أنظر مقالتنا المنشورة في جريدة نضال الشعب للحزب الشيوعي السوري في العدد رقم (588) بتاريخ 25/1/1996، ومجلة حوار الفكر تصدر عن المعهد العراقي لحوار الفكر، العدد 32، السنة، 2015.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.