بقلم الدكتور آصف ملحم*
سيكون تزويد الغواصة من نوع (ياسين-إم) بالصواريخ فرط الصوتية من نوع (تسيركون) خبراً سيئاً لحلف الناتو. فهذا سيؤدي إلى تحسين القوة الضاربة للغواصات النووية، وخاصة ضد حاملات الطائرات النووية العملاقة.
تسيركون 3M22 هو صاروخ فرط صوتي مجنح، يُرمز له في حلف الناتو بـ SS-N-33 (انظر الشكل).
في الواقع، لا يوجد لصواريخ تسيركون مثيل في العالم، تصل سرعته إلى حوالي 9 ماخ، أي 9 أضعاف سرعة الصوت في الهواء، وهذا يساوي 11000 كيلومتراً في الساعة.
مدى الطيران: 1000 كيلومتراً.
الوزن: 300-400 كيلوغراماً.
الطول: 8-9.5 متراً.
يطير على ارتفاع: 30-40 كيلومتراً
اعتراض الصاروخ (تسيركون) بواسطة الدفاعات الجوية الناتوية غير ممكن، فمن المستحيل كشفه بواسطة الأمواج الرادارية، فعندما يتحرك الصاروخ تحيط به طبقة بلازمية(1) مفتوحة، وهذه الطبقة تقوم بامتصاص الأمواج الرادارية. فإذا أخذنا بعين الاعتبار قدرته الكبيرة على المناورة، أفقياً و عمودياً، فمن الصعب معرفة كيف و أين سيكون في الثانية التالية!
يمكن كشف هذا الصاروخ بطريقة واحدة فقط، وهي الأمواج تحت الحمراء التي ترسلها الأقمار الصناعية، و لكن أنظمة الكشف هذه مخصصة فقط لكشف الصواريخ البالستية.
علاوة على الغواصات، تنوي روسيا تزويد سفنها الحربية و فرقاطاتها بصورايخ تسيركون، حيث سيتم وضعه مكان الصواريخ المجنحة من الجيل السابق.
في عام 2018، في خطابه أمام الاجتماع الفيدرالي، أعلن الرئيس بوتين أول مرة عن هذه الصواريخ.
جرى الاختبار الأول لصواريخ تسيركون بتاريخ 26 نوفمبر عام 2020، وقد أجرى الرئيس بوتين في اليوم التالي اجتماعاً عبر الفيديو مع قائد هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، للتعرف على نتائج الاختبار، حيث أكد الأخير أن الاختبارات جرت في البحر الأبيض، إذ تم إطلاق الصاروخ من الفرقاطة السوفيتية (الأدميرال غورشكوف) على هدف يقع في بحر بارنتس، شمال الدائرة القطبية الشمالية. طار الصاروخ وقتها 450 كيلومتراً خلال أربع دقائق و نصف، لذلك فإن اعتراض هذا الصاروخ سيكون تحدياً كبيراً أمام القوات الناتوية.
في 4 أكتوبر عام 2021، تم إطلاق صاروخ تسيركون من الغواصة النووية (سيفيرودفينسك) في بحر بارنتس.
في 21 ديسمبر عام 2022، أعلن الرئيس بوتين عن دخول الفرقاطة السوفيتية (الأدميرال غورشكوف)، المزودة بصواريخ تسيركون، الخدمة ابتداءً من عام 2023. وفي 4 يناير 2023، تم تسيير هذه الفرقاطة في رحلة بعيدة في المحيطين الهندي و الهادي و البحر المتوسط.
في الحقيقة، هذا التطور الجديد، سيضع جميع حاملات الطائرات و الأساطيل الغربية أمام خطر حقيقي، فدول الناتو تفاخرت دائماً بقواتها و أساطيلها البحرية مقارنة مع البحرية الروسية، إلا أن وجود صواريخ تسيركون في القوات البحرية الروسية جعل هذا الخطر ضعيفاً جداً، أي أن البر الروسي سيكون آمناً تماماً من أي تهديدات ناتوية قادمة من البحار و المحيطات.
= = = = =
*الدكتور المهندس آصف ملحم – مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات.
(1)البلازما – هي وسط غازي متأين ionized medium، في حالة الصاروخ تسيركون تكون البلازما هواء متأين، يحيط بالصاروخ.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً