بقلم الدكتور آصف ملحم*
مقاطعة أوديسا هي أهم المنافذ البحرية لأوكرانيا على البحر الأسود، و خروج هذا المنفذ البحري من العمل سيؤدي إلى خنق أوكرانيا تقريباً؛ فهي لن تتمكن بعد ذلك من استقبال أو إرسال أي بضائع عبره، فالنقل عبر الطرق البرية سيكون أكثر صعوبة و أعلى كلفة.
يوجد في مقاطعة أوديسا 3 مرافئ بحرية على البحر الأسود، وهي: يوجني، أوديسا، تشيرنومورسك.
ويوجد أيضاً مجموعة من المرافئ النهرية الواقعة على نهر الدانوب، الذي يصب في البحر الأسود و يفصل أوكرانيا عن رومانيا، وهي: إسماعيل، ريني، أوست-دانوب.
كما أنه يوجد مجموعة من المرافئ الواقعة على الخلجان الصغيرة المرتبطة بالبحر الأسود، أهمها: مرفأ بيلغورود-دنيستروفسكي على خليج دنيستروفسكي-ليمان وهو مرتبط بنهر دنيسترا الذي يمتد داخل ملدافيا.
إضافة إلى مقاطعة أوديسا يوجد في مقاطعة نيكولاييف مرفأين نهريين على نهر بوك الجنوبي، الذي يصب في البحر الأسود، وهما: نيكولاييف، أولفيا.
في هاتين المقاطعتين تكثر الأنهار و الروافد المرتبطة بها، لذلك تكثر الجسور التي تربط المناطق المختلفة من المقاطعتين. لذلك نلاحظ أن القصف الروسي الانتقامي تركز على هذه البنى التحتية الهامة. فعلى سبيل المثال يصل جسرا زاتوكا و ماياكي، الواقعان على خليج دنيستروفسكي ليمان، الأجزاء الجنوبية المحاذية لملدافيا مع باقي أجزاء المقاطعة؛ ولقد دمرت روسيا هذين الجسرين الحيويين.
تؤكد بعض المصادر أن أوكرانيا تحت غطاء اتفاق الحبوب أخفت الكثير من الصناعات العسكرية المرتبطة بالدرونات البحرية و الهوائية، كما أنه يوجد خبراء أجانب فيها يعملون على توجيه هذه المسيرات.
في أوديسا و نيكولاييف يوجد أيضاً العديد من المنشآت العسكرية المرتبطة بالحرب الإلكترونية و غرف العمليات و مستودعات الذخيرة والسلاح ومراكز التدريب و الصيانة. تؤكد بعض المصارد أن القيادة الأوكرانية سارعت إلى إخراج المعدات العسكرية من مستودعات مقاطعة أوديسا، فهذه المنشآت لم تقصفها روسيا سابقاً التزاماً باتفاق الحبوب؛ أما الآن فلقد تحولت إلى هدف مشروع لها.
تحولت أوديسا و نيكولاييف والمياه الإقليمية الأوكرانية المحيطة بهما إلى ساحة حرب (حمراء)، وقد تقوم روسيا بتطوير هجومها نحو هاتين المقاطعتين وصولاً إلى ضمهما، ولقد تنبأنا دائماً بأن هذه الخطوة لا بد و أن تأتي؛ فهذا سيمكن روسيا من عزل أوكرانيا عن البحر الأسود كلياً من جهة، و سيمكنها من إعادة ضم جمهوريتي ترانسنيستريا و غاغاوزيا الملدافيتين غير المعترف بهما إلى الوطن الأم روسيا، فسكانهما أكثر ولاءً لروسيا من ملدافيا.
= = = = =
*الدكتور المهندس آصف ملحم – مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً