بقلم الدكتور آصف ملحم*
منذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية، تسلّمت أوكرانيا طيفاً واسعاً من الأسلحة والمعدّات العسكرية من أكثر من 30 دولة. وفي هذا الأسبوع أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مساعدة عسكرية بنحو 2.5 مليار دولار. والحقيقة أن احتياجات أوكرانيا من الأسلحة تغيرت بشكل كبير مع تطور المعارك هناك، لذلك سنستعرض فيما يلي أهم الأسلحة التي تلقّتها أو ستتلقاها أوكرانيا من الدول الغربية:
1-الدبابات
تستخدم أوكرانيا دبابة حلف وارسو T-72، المصمّمة قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة؛ ومنذ شهر فبراير 2022 تسلمت أوكرانيا 200 دبابة من بولونيا وجمهورية التشيك وعدداً أقل من بلدان أخرى.
في الأشهر التي تلت العملية العسكرية الخاصة، تنافست الدول الغربية على تقديم معدات عسكرية وأسلحة من إنتاج حلف وارسو أكثر من حلف الناتو، لأن أوكرانيا كانت جاهزة لتقديم الطواقم المُدرَّبة، قطع التبديل والقدرة على الصيانة؛ إذ يتطلّب الانتقال إلى الدبابات الناتوية دعماً لوجستياً معيناً، لم يكن متوفراً من قبل في أوكرانيا.
وافقت المملكة المتحدة على تقديم 14 دبابة تشالنجر-2 لأوكرانيا، وهي دبابات قتالية رئيسية.
تمت صناعة الدبابة تشالنجر-2 في عام 1990، ولكنها أكثر تطوراً من العديد من الدبابات الموجود في القوات المسلحة الأوكرانية.
الآن، تريد أوكرانيا الحصول على الدبابات الألمانية ليوبارد-2 (Leopard-2)، التي تستخدمها مجموعة من الدول الأوروبية. الدبابات ليوبارد-2 سهلة الصيانة كما أنّ استهلاكها أقل من الوقود مقارنة مع نظيراتها الغربية.
في البداية امتنعت ألمانيا عن الموافقة على تقديم هذه الدبابات، ويعود سبب هذا التردد عند الجانب الألماني إلى وجود انقسام في الشارع الألماني حيال الحرب الروسية-الأوكرانية، وهذا الانقسام قد يؤدي إلى أزمة سياسية في البلاد وبالتالي إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة. بسبب ذلك تعرّضت ألمانيا إلى ضغوط كبيرة من دول الناتو.
فضلاً عن ذلك، تربط بعض التقارير الرفض الألماني بعدم إرسال الولايات المتحدة دبابات آبرامز Abrams القتالية الرئيسية إلى أوكرانيا.
وافقت ألمانيا بتاريخ 24 يناير، على تقديم 139 دبابة؛ 29 منها من نوع ليوبارد-2آ4 (Leopard-2A4) قد تصل أوكرانيا بين نيسان وأيار من هذا العام، أما الباقي، أي 88 دبابة ليوبارد-1آ4 و 22 دبابة ليوبارد-2آ4، فقد تصل في نهاية العام.
كما أنّ الولايات المتحدة وافقت أيضاً على إرسال 31 دبابة من نوع آبرامز.
2-العربات المدرعة
يؤكّد الخبراء العسكريون أنّ النجاح في المعركة يتطلّب طيفاً واسعاً من المعدّات، التي يتمّ نشرها بشكل منسّق، مع الدعم اللوجستي الضروري في الميدان. تعتبر ناقلة الجنود المدرعة سترايكر Stryker من بين العربات التي منحها لأوكرانيا. ولقد أعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس 19 يناير الجاري أنها سترسل 90 قطعة منها لأوكرانيا.
كما قررت الولايات المتحدة منح أوكرانيا 59 عربة قتالية من نوع بريدلي Bradley، هذه العربات تم استخدامها بكثافة في العراق.
3-الدفاعات الجوية
في 21 ديسمبر الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل منظومة صواريخ باتريوت Patriot إلى أوكرانيا. في يوم الخميس الماضي، أعلنت ألمانيا و هولندا أنهما ستمنحان أوكرانيا منصات إطلاق وصواريخ.
يصل مدى هذه المنظومات المعقدة إلى حوالي 100 كيلومتر، وذلك حسب الصواريخ المستخدمة، وتتطلّب تدريباً خاصاً عليها، كالتدريب الذي يتلقاه الجيش الأمريكي.
ولكن هذه المنظومات باهظة الثمن، إذ تصل كلفة الصاروخ الواحد إلى 3 مليون دولار.
منذ بداية النزاع المسلّح، استخدمت أوكرانيا صواريخ أرض-جو إس-300 سوفيتية الصنع ضد الهجومات الروسية.
يُقدَّر عدد صواريخ إس-300 التي كانت بحوزة أوكرانيا قبل بدء الحرب بحوالي 250 صاروخاً، وكانت هناك جهود لاستكمال النقص من مخزونات الدول السوفيتية السابقة، ولقد قدمت سلوفاكيا بعضاً منها.
كما قدمت الولايات المتحدة منظومات ناسامز NASAMS إلى أوكرانيا، ولقد وصلت أولى المنظومات في شهر نوفمبر الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت المملكة المتحدة العديد من منظومات الدفاع الجوي، كمنظومات ستارستريك Starstreak، والتي تستخدم لقصف الأجسام الطائرة على ارتفاعات منخفضة ومسافات قصيرة.
كما قدّمت ألمانيا أنظمة دفاع جوي من نوع إيريس-تي (IRIS-T)، هذه المنظومات قادرة على ضرب الصواريخ المقتربة على ارتفاع 20 كيلومتر.
4-الصواريخ بعيدة المدى
قدمت العديد من البلدان الأوروبية منظومات إم 142 هيمارس، أو الأنظمة الصاروخية المدفعية عالية الحركة، M142 High Mobility Artillery Rocket System (HIMARS).
يعتقد بعض الخبراء العسكريين الغربيين أن منظومات هيمارس لعبت دوراً بارزاً في دفع القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وخاصةً في مقاطعة خيرسون في نوفمبر الماضي.
في الحقيقة، يرتبط مدى منظومات هيمارس بالصواريخ المستخدمة، ويُعتقَد أن المانحين الغربيين لم يقدموا صواريخ بعيدة المدى. وعلى الأرجح أن مدى الصواريخ التي تم تقديمها لأوكرانيا حوالي 80 كيلومتراً، وهو أكبر من مدى صواريخ منظومات سميرش Smerch الروسية. فضلاً عن ذلك فإن منظومات هيمارس أكثر دقة من نظيراتها الروسية.
5-المدافع
في الأشهر الأولى للحرب، بعد الانسحاب الروسي من كييف، تركزت المعارك في شرق أوكرانيا، لذلك كان سلاح المدفعية الأكثر فعالية من بين جميع الأسلحة. كانت أستراليا و كندا و الولايات المتحدة أكثر الدول تقديماً للمدافع المتطورة من نوع M777 إلى أوكرانيا.
مدى المدفع إم 777 مماثل لمدى المدافع الروسية جياتسينت-بي Giatsint-B، أو ما يسمى المدفع 152ملم. ولكن مدى مدافع إم 777 من مدى المدافع الروسية D-30، أو كما تسمى مدافع 122ملم.
6-الأسحة المضادة للدبابات
تمّ تزويد أوكرانيا بآلاف الأسلحة القادرة على تدمير الدبابات بقذيفة واحدة من نوع نلاو، أو Next Generation Light Antitank Weapon (NLAW). يُعتقَد أن هذا السلاح كان فعالاً في مواجهة القوات الروسية قرب كييف.
7-الطائرات بدون طيار
لقد تم استخدام الطائرات بدون طيار بشكل كبير على الأرض الأوكرانية، وتم استخدامها لأغراض متعددة كالمراقبة والقصف وعملية رفع الحمولات الثقيلة.
باعت تركيا الطائرات بدون طيار من نوع بيرقدار تي بي 2 (Bayraktar TB2)، بينما قدّم المصنع التركي هذه الطائرات كمنحة ضمن عمليات التمويل الجماعي كدعمٍ لأوكرانيا.
يؤكد المحللون العسكريون أن طائرات بيرقدار كانت فعالةً جداً في العمليات العسكرية، فهي تطير على ارتفاع يصل إلى 7600 متراً ثم تنقض على الأهداف بقنابل موجهة ليزرياً؛ وبالتالي هي قادرة على تدمير المروحيات والقطع البحرية والصواريخ. فضلاً عن ذلك فهي قادرة على تقديم المعلومات حول مواقع قوات الخصم، وبذلك يصبح القصف المدفعي أكثر دقةً.
= = = = =
*الدكتور المهندس آصف ملحم – مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً