بقلم الدكتور عبدالله العبادي*
في رحاب الجامعة الأفروآسيوية، جامعة القارّتين، نظّم مركز الدراسات الأفروآسيوية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة وجريدة الحدث الإفريقي، ندوةً فكريةً تحت عنوان (التغيرات المجتمعية في القارة الإفريقية)، في خضم الندوات الفكرية التي تنظمها إدارة الإعلام تمهيداً للمؤتمر العلمي الدولي الذي يحمل عنوان :(العرب في عالم متغير.. الفرص والتحديات) والذي يحتضنه مركز الدراسات الأفروآسيوية.
نُظِّمت الندوة برعاية معالي رئيس الجامعة البروفيسور عبد الكريم الوزان، وحضور الدكتور علي أحمد جاد مديرِ المركز رئيسِ المؤتمر القادم، وتقديم الإعلامي عبدالله العبادي مدير وحدة الندوة والمؤتمرات في إدارة الإعلام. تدخل الندوة أيضاً ضمن اهتمامات الجامعة، التي توليها للمجتمع الإفريقي ومستقبل القارة وشعوبها.
حضر الندوة، التي انعقدت يومَ الخميس 18 يناير 2024، كل من البروفيسور هشام برجاوي الأستاذ والأكاديمي من جامعة محمد الخامس في الرباط، والبروفيسور كوش نكونزو لويزي الباحث من جامعة برازافيل في الكونغو، والأستاذ الزائر بجامعة كينشاسا. كما أنّ الصحافية والناشطة الحقوقية فاتي عيسى الأنصاري من باماكو كانت من بين الحاضرين. غاب عن هذه الندوة البروفيسور موسى سانوغو مدير مركز البحوث والدراسات الإسلامية من باريس بسبب وعكة صحية طارئة.
افتتح الندوة البروفيسور علي أحمد جاد مدير المركز بكلمة ترحيبيّة، قدّم خلالها أهداف المركز الأفروآسيوي، كما تطرّق أيضاً لمحاور المؤتمر العلمي الثاني المزمع عقده ربيع هذه السنة. اغتنت النّدوة بمداخلات قيمة من قِبَل خيرة المثقفين المشاركين، والذين شخّصوا المشاكل التي تتخبّط فيها القارة والتي لا تخفى على أحد، كما طرحوا العديد من الرؤى والحلول من أجل تقدم شعوب القارة وتحقيق السلم والسلام.
كما تطرقت الندوة للعديد من الأسئلة الجوهرية التي تعيشها المجتمعات الإفريقية واستشرنا فيها الخبراء، لفهمها بطريقة أدق، وأيضا الدعوة لإيجاد بدائلَ جديدةٍ، ومعالجة القضايا العالقة التي تخدم بالتأكيد مجتمعات إفريقيا باختلاف هوياتها وثقافاتها ولغاتها وعقائدها، لكن يربط بينهم رابط واحد وهو المصير المشترك.
تزخر القارة بثروات طبيعية وبشرية هامة، فمعظم سكان القارة من الشباب قرابة الثلثين، وخيرات الطبيعة لا تحصى، لكن الشعوب لا زالت تعيش العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بسبب تأثيرات داخلية وخارجية، وهو ما أثاره المشاركون في الندوة.
تمّ التطرق خلال الندوة للعديد من النقاط، أهمها: الواقع الاجتماعي في إفريقيا، كيفية الخروج من السمة غير المنظمة ودور الاقتصاد الاجتماعي، دور المؤسسات السياسية في بناء إفريقيا الغد، علاقة المواطن بالسلطة في إطار التواصل المؤسساتي الجديد، العوامل المؤثرة في عملية التغير الاجتماعي، الحوار الاجتماعي كآلية إدارة رئيسية لتحقيق برنامج العمل اللائق في إفريقيا، التحولات القيمية في إفريقيا، آثار التغير الاجتماعي في السلوك، التوقعات حول مستقبل المجتمعات الإفريقية، أسباب التغير وعوامله، بناء أرضية الحماية الاجتماعية في إفريقيا ثم كيفية إعادة النظر في مفهوم السياسات العمومية.
بعد قرابة الساعتين من النقاش باللغة الفرنسية، تم إعطاء الكلمة للحضور من أجل إغناء الحوار وتوسيع دائرة المشاركة في السجالات الفكرية، التي دأبت الجامعة على تنظيمها مند مدة طويلة، كبادرة مجتمعية لخلق أفق جديد فكرياً ونهضوياً في القارتين، وإيجاد صيغ جديدة لتعاقدات اجتماعية وثقافية تجمع مثقفي القارتين، حول مسائلَ وطروحاتٍ ورؤىً موحّدةٍ تخدم مستقبل شعوب القارتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور عبد الله العبادي – كاتب صحفي، محرر الشؤون العربية و الأفريقية في صحيفة الحدث الأفريقي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً