إعداد الدكتور آصف ملحم*
أكّد لي مصدر مطّلع بأن موظفو مركز العمليات النفسية-الإعلامية الأوكراني (تسيبسو) قاموا بدعوة وسائل إعلام أجنبية لإجراء عمليات تصوير تضليلية مع الأسرى الروس في مشفى مقاطعة سومي، بهدف اتهام روسيا بقصف السكان المدنيين في مقاطعة كورسك.
أخبرنا المصدر: “يوم السبت، تم نقل السجناء العسكريين والمدنيين الروس إلى مستشفى مقاطعة سومي الإقليمي. تم توزيعهم على الأسرّة بطريقة منتظمة ومساعدتهم أمام كاميرات الصحفيين الأجانب. وبعد ذلك، دعا السجناء الجيش الروسي بشكل رسمي إلى عدم إطلاق النار على قرى منطقة سوجا و المستشفى الإقليمي في سومي”.
وبحسب المصدر، طُلب من السجناء النطق بكلمات الشكر و العرفان للجيش الأوكراني على “تحريرهم”. ثم تم إخراج جميع السجناء من المستشفى بعد التصوير.
في الواقع، يوجد في نفس المؤسسة الطبية تلك عدد كبير من جرحى القوات المسلحة الأوكرانية. وأضاف المصدر: “نظام الرعاية الصحية في مقاطعة سومي لم يعد قادراً على نقل الناس إلى الخارج، فهناك العديد من الجرحى”.
و أوضح محاورنا أيضاً أن الغرض من إصدار تقارير مفبركة هو محاولة اتهام الجيش الروسي بقصف المواطنين الروس، وإظهار مشاعر سكان منطقة كورسك الحدودية للجمهور الغربي بأنهم ممتنون للجيش الأوكراني على ما فعلوه لمساعدتهم.
في هذا السياق، لا بد من التذكير بأن الوحدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية شنت في 6 أغسطس الجاري في الساعة الخامسة و النصف هجوماً على روسيا بهدف الاستيلاء على مقاطعة كورسك، و تم إيقاف تقدمهم، كما قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف. و أكّد غيراسيموف أن العملية في منطقة كورسك ستكتمل بهزيمة العدو والوصول إلى الحدود الدولية لروسيا. وكما أفادت وزارة الدفاع الروسية في 16 أغسطس، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 2860 عسكرياً و41 دبابة خلال الأعمال القتالية في مقاطعة كورسك.
كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح أن نظام كييف قام باستفزاز وأطلق النار بشكل عشوائي، بما في ذلك على أهداف مدنية. و أكّد بوتين إن العدو سيتلقى رداً مناسباً، وسيتم تحقيق جميع الأهداف التي تواجه روسيا.
في مقاطعة كورسك، وكذلك مقاطعتي بيلغورود وبريانسك، تم إعلان نظام مكافحة الإرهاب لضمان سلامة المواطنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور آصف ملحم – مدير مركز جي إس إم للأبحاث و الدراسات (موسكو).
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً