بقلم الأستاذ سفيان حشيفة*
نجح الرئيس فلاديمير بوتين في حصد أغلب أصوات الشعب الروسي، وكسب رهان وحدته وتلاحمه في انتخابات رئاسية تاريخية استمرت على مدار ثلاثة أيام، لم تكن نتائجها القياسية في صالح الغرب الجماعي الذي حاول بكل الوسائل التشويش عليها وتشويه سيرورتها وسمعتها منذ بدء حملة مُرشحيها الأربعة.
الفوز السّاحق للرئيس بوتين في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، بنسبة 87.28 %، يبعث برسالة واضحة مفادها أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحظى بالدعم الكامل من الشعب الروسي، وأن السياسات الداخلية والخارجية المُنتهَجة في العهدة الانتخابية السابقة اكتسبت قبولاً واسعاً في أوساط المجتمع والنخبة الروسية.
في الواقع، إنّ إعادةَ انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين، أمرٌ مفروغ منه، وذلك بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها لدى الروس، بعد أربع عهدات تولّاها في منصبه أنقذ فيها روسيا من شبح الانهيار إثر تفكك الاتّحاد السوفيتي بداية تسعينيات القرن الماضي، وأخرجها من نفق التدخلات الخارجية والهيمنة الغربية، وصارت أقوى وأعلى شأناً بين الأمم خلال ثلاثة عقود من البناء والتشييد.
وقد أوضحت الانتخابات الرئاسية الروسية الأخيرة عدّة معطيات تمثّلت فيما يلي:
1-تنامي وعي الشعب الروسي تجاه المخاطر الغربية التي تتهدّده.
2-تلاحم الشعب الروسي مع قيادته السياسية في مواجهة التحديات التي تعترض كيان الاتحاد الفيدرالي.
3-وحدة الشعب الروسي بوجه مؤامرات ودسائس الغرب الجماعي.
4-تَشكَّل رأي عام روسي غالب منافح عن القضايا القومية للبلاد.
5-بروز نزعة وطنية داعمة للسياسات الداخلية والخارجية للكرملين.
6-تمتع الجانب الروسي بقدرات تقنية عالية على صدّ الهجمات الإلكترونية التي استهدفت اختراق القاعدة الانتخابية والمؤسسات الحكومية.
7-حس وطني عالٍ لدى مواطني المقاطعات الجديدة المُنظمّة حديثاً إلى الوطن الأم روسيا “لوغانسك، دونيتسك، زاباروجيا، خيرسون”، حيث سجّل التصويت فيها نسباً مرتفعة.
وفي المقابل فشل الغرب الجماعي في مخططه لتعطيل الانتخابات الرئاسية، وظهر من خلال ذلك:
1-أنّه -أي الغرب الجماعي- تلميذ غبي، ولا يستفيد من دروسه الماضية مع روسيا وشعبها الحضاري لاسيما إبّان الحرب العالمية الثانية.
2-فشله في مخطط إلهاء الرأي العام المحلي الروسي عن المشاركة في الانتخابات بمحاولات اختراق الحدود الغربية، تمّ دفع الجانب الأوكراني للقيام بها.
3-عدم قدرة المشوّشين على اختراق نظام الفيديو للمراقبة أثناء الانتخابات الرئاسية، وتحييد محاولات ترويج المعلومات التضليلية.
وفي هذا الشأن، بلغت نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية سنة 2024م، 77.44 %، بمشاركة ما يزيد عن 87.1 مليون مواطن، وهي أعلى نسبة في تاريخ الدولة بحسب ما كشفت عنه لجنة الانتخابات المركزية الروسية.
هذا وحصد المرشح المستقل الرئيس فلاديمير بوتين أغلبية أصوات الشعب الروسي بنسبة 87.28 %، ومن المُرجَّح أن تكون ولايته الرئاسية الجديدة في ضوء الدعم الجماهيري القوي أكثر نجاحاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأستاذ سفيان حشيفة – صحفي وكاتب سياسي جزائري
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً