بقلم الدكتور آصف ملحم*
في قمة الناتو الأخيرة، التي انعقدت في العاصمة الليتوانية، فيلينيوس، الشهر الماضي، تعهدت دول مجموعة السبع تقديم ضمانات أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا. فلقد أصدرت هذه الدول بياناً في 12 يوليو، تعهدوا فيه بتقديم مساعدات مالية و عسكرية لأوكرانيا مقابل إصلاحات تقوم بها تمهيداً لانضمامها لحلف الناتو.
أهم هذه التعهدات:
-تزويد أوكرانيا بالأسلحة و المعدات العسكرية الحديثة، البرية والبحرية والجوية، والأفضلية لأسلحة الدفاع الجوي و المدفعية و المدرعات.
-تدريب الجيش الأوكراني.
-تبادل المعطيات الاستخباراتية العسكرية.
-تطوير قطاع الصناعات العسكرية في أوكرانيا.
تُعتبر هذه الضمانات الأمنية بديلاً عن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
أما الإصلاحات التي يجب أن تقوم بها أوكرانيا:
-إصلاح: قوى الأمن الداخلي، النظام القضائي، الإدارة، الاقتصاد، قطاع الأمن و الإدارة الحكومية؛ مكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان و حرية الإعلام.
-إصلاح المؤسسة العسكرية و تحديثها عن طريق الإدارة المدنية الديموقراطية، و رفع مستوى شفافية المؤسسات الصناعية العسكرية.
في الـ 11 من آب، أعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، بأن هناك مشاورات مع الجانب البريطاني بدأت بالفعل. كما أن مشاورات مشابهة كانت قد بدأت مع الجانب الأمريكي في الثالث من آب.
بالطبع ستكون نتيجة هذه المشاورات توقيع معاهدات و اتفاقيات ثنائية بين أوكرانيا و دول مجموعة السبع لتنفيذ البنود الأربعة آنفة الذكر.
قال أندريه يرماك أيضاً بأن هناك 13 دولة مستعدة للمشاركة في الضمانات الأمنية، إلا أنه لم يذكر أسماء هذه الدول.
من المتوقع أن يتم توقيع أول معاهدة قبل رأس السنة الجارية.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تصريح للصحافة المحلية بتاريخ 13 يوليو، أكد أنه من حق أوكرانيا الحصول على ضمانات أمنية، على أن لا يؤدي ذلك إلى زعزعة الأمن القومي الروسي.
بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، عبر بطريقة أخرى عن نفس رأي الرئيس بوتين، قائلاً: بأن أي ضمانات أمنية لأوكرانيا قد تكون انتهاكاً لمبدأ (الأمن الجماعي). أي أنه لا يجوز تعزيز أمنك الخاص على حساب أمن جيرانك؛ أو بعبارة أخرى يجب احترام مبدأ (عدم تجزئة الأمن).
لذلك لا بد من النظر بطبيعة المعاهدات و الاتفاقيات التي ستوقعها أوكرانيا مع الجانب الغربي، فإذا تضمنت أي إجراءات من شأنها أن تزغزع استقرار روسيا، فعندها ستضطر روسيا للقيام بإجراءات مناظرة لحماية أمنها القومي.
البعض عبّر بأن الدول الغربية ستقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا مشابهة لتلك التي تم تقديمها لإسرائيل؛ أي أن الغرب يسعى إلى تحويل أوكرانيا إلى بؤرة، ينفذ عبرها إلى روسيا. فإذا كان الأمر كذلك، فإن روسيا ستكون مضطرة لحماية أمنها و بالتالي تفكيك هذه البؤرة؛ أما الجواب على السؤال عن كيفية تحقيق روسيا لذلك فسنتركه للمستقبل!
= = = = =
*الدكتور المهندس آصف ملحم – مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً