الدكتور نجم الدليمي*
المطلب الخامس- قالوا عن الاتحاد السوفيتي!
مقدمة
تحل اليوم في 30/12/2022، الذكرى المئوية لتأسيس الاتحاد السوفيتي، إنها ذكرى تحمل طابعاً وطنياً وأممياً في آن واحد. تكمن أهمية ومكانة الاتحاد السوفيتي في أنه شكّل أول دولة في العالم من طراز جديد، وأول حزب شيوعي أيضاً من نوع وطراز جديد، وهو حزب العمال والفلاحين والمثقفين الوطنيين والثوريين. ففي الاتحاد السوفيتي تمّ للمرة الأولى في التاريخ التحليق إلى الفضاء؛ و(يوري غاغارين) هو أول رائد فضاء في العالم. كما أن الاتحاد السوفيتي استطاع أن يحقق الانتصار على الفاشية الألمانيه اللقيطة والوريث الشرعي للنظام الإمبريالي العالمي في حربه العادلة بين 1941-1945. كما استطاع الاتحاد السوفيتي -كدولة عظمى- خلق توازن دولي لصالح شعوب العالم كافة وفي المجالات كافة أيضاً، الأمر الذي أدّى إلى ظهور نظام التعدّدية القطبية وظهور المعسكر الاشتراكي والمعسكر الإمبريالي بزعامة الإمبريالية الأميركية. لقد كان الاتحاد السوفيتي النصير الفعلي والحقيقي لشعوب البلدان النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وكان الداعم الرئيس لحركات التحرر الوطني في البلدان النامية، وكان النصير الأكبر للحركة الشيوعية واليسارية العالمية والأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية في آسيا
و أفريقيا وأميركا اللاتينية.
لقد حقق الاتحاد السوفيتي منجزات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية خلال فترة قصيرة من الزمن. إن كل هذا وغيره قد أثار حقد القوى الرجعية والفاشية والرأسمالية ضد الاتحاد السوفيتي، حتى اسم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية أثار حقدهم الدفين لأنه يحمل إيديولوجية علمية. تمكن هؤلاء من إيجاد (حلفاء – أصدقاء) في رأس هرم الحزب الشيوعي السوفيتي، وخاصة في فترة ما يسمى بالبيريسترويكا الغورباتشوفية سيّئة الصيت في شكلها ومضمونها. تسلّق أغلب هؤلاء سلّم الحزب والسلطة السوفيتية بطرق ملتوية، وغالبيتهم من العناصر غير الروسية، ولقد نفذوا مشروع الحكومة العالمية تحت غطاء مايسمى (البيريسترويكا الغورباتشوفية) في الفترة 1985-1991. وما هذا سوى جزء مرير من الحقيقة، التي يجب الاعتراف بها واستخلاص الدروس والعبر من قبل الحركة الشيوعية واليسارية العالمية اليوم.
قالوا عن الاتحاد السوفيتي
1-أشار العظيم لينين في عام 1921: (يحق لنا ان نفتخر، ونحن نفتخر فعلاً، بأنّه كان من نصيبنا شرفُ البدء ببناء الدولة السوفيتية، البدء هكذا بعهد جديد في التاريخ العالمي، عهد سيطرة طبقة جديدة مضطهدة في جميع البلدان الراسمالية وسائرة في كل مكان نحو حياة جديدة، نحو الانتصار على البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا
نحو تحرير الانسانية من نير الرأسمالية من الحروب الامبريالية) [1].
2-أشار الرفيق ستالين إلى أنه: (لا يمكن تحقيق الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية وتحرير الطبقة العاملة من النير الرأسمالي بتغييرات بسيطة وبطيئة أو بإصلاحات، بل لا بدّ من فعل ذلك بتغيير نوعي في النظام الرأسمالي، أي بالثورة).
ثم أكد: (من أجل اجتناب الخطأ في السياسة يجب أن يكون الإنسان ثورياً لا إصلاحياً … ولا ينبغي إخفاء تناقضات النظام الرأسمالي، بل ينبغي إبرازها وعرضها. لا ينبغي أيضاً خنق النضال الطبقي، بل القيام به الى النهاية).
ثم أشار ستالين: (يجب على حزب البروليتاريا، في نشاطه العملي، ألّا يستوحي أي سبب طارئ، أياً كان؛ بل أن يستوحي قوانين التطور الاجتماعي والنتائج العلمية التي تنتج هذه القوانين، وبالتالي تصبح الاشتراكية علماً. لذلك، ينبغي أن يصبح الارتباط والاتحاد بين العلم والنشاط العلمي، بين النظريات والعمليات، النجم الذي يهتدي به حزب البروليتاريا) [2].
3-قال الزعيم الأممي ماو تسي تونغ: (لقد جاء الجيش الأحمر لمساعدة الشعب الصيني ولطرد المعتدين
وإنه لحدث عظيم لم يسبق له مثيل في تاريخ الصين قط). ثم أكد: (لو لم يوجد الاتحاد السوفيتي، ولو لم ينتصر في الحرب العالمية الثانية ضد الدكتاتورية الفاشية وضد العسكرية اليابانية، لظلت قوى الرجعية العالمية تُحلّق فوق رؤوسنا ولم نكن لنستطيع أن نحقق النصر). ثم أكد في المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني: (أُحرزت انتصاراتنا على الصعيد العالمي بفضل ودعم معسكر السلام والديمقراطية والاشتراكية بزعامة الاتحاد السوفيتي) [3].
4-أشار فيديل كاسترو: (علينا ألّا ننسى ولو للحظة واحدة بأنه لولا المساعدة الأممية، ولولا الدعم الذي حظي به النضال الحازم لشغيّلة بلادنا من جانب أخوانهم الطبقيين في العالم أجمع، وبوجه خاص من الشعب السوفيتي العظيم، في مواجهة القوى الإمبريالية الغاشمة، التي كانت السيد الحقيقي المتحكم بمصائر شعوب نصف الكرة الغربي، لكان بإمكان الثوريين الكوبيين أن يموتوا ميتة الابطال) [4].
5-أكّد السكرتير العام للّجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، زوان، في عام 1981 على أنه :(من دون المساعدات، المقدمة بروحٍ أممية بروليتاريّة من جانب أول دولة اشتراكية في العالم، لما حدثت تلك التغيرات العميقة التي نُعَد شهوداً عليها. لم يكن لبلد صغير مثل فيتنام من أن يُحرز النصر على أضخم كواسر الامبريالية ودخول عصر الاستقلال والحرية والاشتراكية) [5].
6-أشار الرئيس الجزائري هواري بومدين إلى المساعدات السوفيتية للبلدان النامية، للعرب بشكل عام وللجزائريين بشكل خاص: (إن الاتحاد السوفيتي فعل الكثير من أجل العرب، ونحن، أبناء الأمة العربية، لن ننسى أبداً موقف الاتحاد السوفيتي. وإذا كان العرب قد صمدوا في النضال فإنهم فعلوا هذا بأسلحة سوفيتية، في حين أن جميع المصائب التي حلت بالشرق الأوسط وأفريقيا كانت بسبب الأسلحة الغربية.
أود أن أقول: سيبقى دائماً الاتحاد السوفيتي من وجهة نظر الجزائريين صديقاً للعرب) [6].
7-قال جمال عبد الناصر: (لقد هيمن الاستعمار البريطاني على مصر أكثر من نصف قرن وتركها بلداً زراعياً يعتمد على محصول وحيد وهو القطن. في حين بنى الاتحاد السوفيتي لمصر، وخلال أقل من 20 سنة، صناعات ثقيلة كصناعة الحديد والفولاذ والطاقة. لولا تأييد الاتحاد السوفيتي لما استطاعت مصر أن تحل أية مسألة معقدة في مجال الاقتصاد أو السياسة على حد سواء) [7].
8-أشار رئيس الوزراء المصري السابق عبد العزيز حجازي في آب 1982: (لقد ارتبطت عمليّة التنمية في مصر بالتّعاون مع الاتحاد السوفيتي في بناء السد العالي ومجمع الحديد والصلب والعديد من المشروعات الحيوية. ويمكن القول إن مشاركة السوفييت في التنمية قد أعطت دفعة كبيرة في عملية التنمية الاقتصادية) [8].
يتبع …
= = = = =
*الدكتور نجم الدليمي – باحث وأستاذ جامعي متقاعد.
المراجع
1-تريبلكوف، الأزمة العامة للرأسمالية، موسكو، دار التقدم، السنة 1983، ص 32.
2-ستالين، المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، دمشق، بدون ذكر السنة، ص26-37.
3-بونوماريوف، الاشتراكية الفعلية وأهميتها العالمية، موسكو، دار التقدم، السنة 1979، ص 53.
4-مجلة الثقافة الجديدة، العدد 11، السنة 1977، ص 36.
5-جورجي كيم، ثورة أكتوبر الكبرى ومصائر شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، موسكو، السنة 1987، ص 17.
6-مجموعة من الكتاب سوفييت، ثورة أكتوبر وأفريقيا، موسكو، دار التقدم، السنة 1987، ص 17.
7-انظر مجلة الثقافة الجديدة العدد 42 لسنة 1972 والعدد 11 لسنه 1977 والعدد 101 لسنة 1978، الصفحات: 56 و 37 و 43 على التوالي.
8-الاتحاد السوفيتي والبلدان النامية، التعاون الاقتصادي، موسكو، دار التقدم، السنة 1984، ص 35.
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.