بقلم الأستاذ كمال زكارنة*
منذ أن تشكلتْ حكومة الاحتلال الحالية، وقبلَ تشكيلها، و (بن غفير) يطلق التهديدات والتصريحات العدائية لكلّ ما هو فلسطيني، ويتوعّد ويهدّد ولا يكاد يمضي يوم إلا ونسمع منه تهديداً و وعيداً وتصدر عنه قرارات وتعليمات عنصريّة فاشية متطرّفة ضدّ الشعب الفلسطيني و الأرض الفلسطينية، في الداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وضدّ قطاع غزّة، والشّتات الفلسطيني.
وبعد الهزائم التي مُنِيَ بها في الميدان، والفشل الذّريع الذي حقّقه حتى الآن، والإنجازات التي ما يزال يحلم بها من غير تحقيق على الأرض؛ حيث ألقته المقاومة الفلسطينية أرضاً، صريعَ الهزائم والخيبات والفشل الأمني والعسكري والميداني. نراه ينقل معركته الفاشلة حتماً إلى المعتقلات والسجون الاحتلالية، للضّغط على المعتقلين والأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني، الذين لا يملكون إلا الإرادة والعزيمة والصمود والتحدي، وسلاحهم الوحيد أمعاؤهم التي يربطونها على جوعهم، يتحمّلون ويصبرون ويصمدون في وجه السجّان وظلمه وعنصريّته وفاشيته وبطشه وقمعه وإجرامه، ويهزمونه.
يحاول (بن غفير) أن يجرّب حظّه التّعيس في مواجهة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ونحن نقول له إن غيره من قادة الكيان كان أشطرَ منه بكثير، وأشدَ منه عنصريةً وفاشية وظلماً وبطشاً، لكنهم جميعاً تكسّروا وتحطّموا على صخرة صمود الأسرى والمعتقلين، الذين نسفوا منظومة الأمن الاحتلالية في عدّة جولات ومواجهات وفي أكثر من معتقل.
لا يتفاجأ أيّ معتقل أو أيّ مواطن فلسطيني من قمع الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، فقد اعتادوا على كل هذه الأعمال الإجرامية الاحتلالية، ولديهم الخبرة والاستعداد والعزيمة والإرادة الكافية لمواجهتها والتّصدي لها وكسرها. لكن المُحزن والمُخزي في نفس الوقت موقف المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته وجمعياته ومراكزه واتفاقياته وتعهّداته وقراراته ومعاهداته المتعدّدة، التي تُعنى بحقوق الإنسان وخاصة الأسرى والمعتقلين، والتي لا تُحرّك ساكناً بفضل الأم الرؤوم والحنون للاحتلال الصهيوني الولايات المتحدة الامريكية، التي تتحمّل مسؤولية كاملة ومباشرة عن كلّ ما يحصل للشعب الفلسطيني، كونَها الحامية والرّاعية والحاضنة للاحتلال والمُدافعة عنه بشكل دائم.
الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون لديهم الشجاعة والإرادة والعزيمة القوية جداً، التي تؤهّلهم للتّصدي لعنصرية وفاشية (بن غفير) وحكومته وهزيمتهم، فقد أعلنوا إضراباً عن الطعام عامّاً ومفتوحاً اعتباراً من الخميس المقبل في جميع السجون والمعتقلات الفاشية الاحتلالية.
وسوف يشهد العالم أجمع، هزيمة جديدة للمدعو (بن غفير)، هذه المرة على بلاط وبين جدران وخلف قضبان معتقلات وزنازين الإجرام والإرهاب الصهيوني.
نقولها بملء الفم، لن تنل يا ابن غفير من إرادة وصلابة وشجاعة الأبطال الفلسطينيين في معتقلاتكم وزنازينكم، وسوف تتعلّم درساً قاسياً في الأسابيع القادمة، سوف تتذكّره طويلاً أنت وأمثالك.
= = = = =
*الأستاذ كمال زكارنة – كاتب صحفي ومحلل سياسي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً