بقلم الدكتور آصف ملحم*
أثارت صفقة تبادل السجناء التي جرت بين روسيا و بعض الدول الغربية حفيظة المراقبين؛ إذ تساءل الكثيرون عن خلفيات و دوافع و أسباب عقد هذه الصفقة. الحقيقة أنه لا يوجد الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع، فمفاوضات التبادل بدأت منذ أكثر من سنة و نصف، و لم يسمع بها أحد حتى اكتملت الصفقة؛ فلقد كانت مفاوضات سرية (انظر الشكل).
نعتقد أنه لا يوجد أي أسباب أو دوافع لهذه الصفقة سوى رغبة كل طرف باستعادة مواطنيه؛ ففي حقبة الحرب الباردة كانت تجري العديد من صفقات التبادل بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية. كما أن وجود قنوات للتواصل بهدف حل بعض المسائل ذات الطبيعة الإنسانية لا يقتضي بالضرورة تغييرات ما في طبيعة الصراع الجيوسياسي بين الطرفين، بل يجب النظر إلى هذه الحالة بشكل مستقل.
لكن بغضِّ النظر عن كل ذلك فإنه سيكون لهذه الصفقة آثار إبجابية على مجمل المشهد السياسي في أوروبا وعلى العلاقة بين روسيا والدول الغربية. و هذا ما يعكسه الاهتمام الإعلامي واسع النطاق، سواء في الإعلام الغربي أو الإعلام العالمي.
زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، السيدة ساسكيا إسكين في مقابلة مع قناة NTV، قالت: “هذا نجاح كبير للدبلوماسية، و سيتيح الفرصة لتحرير العديد من مواطني ألمانيا و الدول الأوروبية الغربية من السجون الروسية”. وأضافت إسكين: “تؤكد هذه الصفقة أن هنالك إمكانية لإجراء المفاوضات مع الحكومة الروسية، بما في ذلك مع الروس العدوانيين، في المسائل التي فيها مصلحة خاصة لروسيا”. كما أكدت إسكين: “الهدف هو تحقيق السلام، لذلك لا بدّ من تهيئة الظروف الضرورية التي تدفع روسيا للحوار مع الغرب”.
بالرغم من نفي جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وجود علاقة بين تحرير السجناء وأي دبلوماسية بشأن أوكرانيا، إلا أن هذه الصفقة ترسل رسالة إلى الدول الغربية كافةً بأن روسيا قادرة على إدارة مفاوضات فعالة ومُجدية حول أي مسألة خلافية، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية، وهذا سيعزز من قوة التيار الداعي لإيقاف الحرب في أوكرانيا وقطع الدعم العسكري عن كييف.
ستستثمر إدارة بايدن هذا الإنجاز لدعم موقف مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، لذلك فإن صفقة التبادل هذه ستزيد من أسهم كمالا هاريس السياسية مقارنة مع دونالد ترامب. خاصةً أن ترامب نفسه تهكّم أكثر من مرة من بايدن واتهمه بأنه غير قادر على تحرير السجناء من السجون الروسية.
بالمقابل، فإن روسيا، علاوة على استعادة مواطنيها، تمكّنت من إرسال رسالة هامة إلى جميع عملائها في الدول الغربية بضرورة “الصبر وعدم القلق والخوف”؛ فالحكومة الروسية ستفعل كل مافي وسعها لاستعادتهم. و هذا سيشجع بالتأكيد المترددين، من عناصر الاستخبارات، على الإقدام للقيام بمثل هذه المهمات الخارجية الصعبة.
في صفقة التبادل هذه تسلمت روسيا 8 أشخاص، و هم:
1-فاديم كراسيكوف (المعروف أيضاً باسم فاديم سوكولوف)، من مواليد عام 1965
بحسب تقارير إعلامية، فهو ضابط سابق في القوات الخاصة في جهاز الأمن الفيدرالي. وفي عام 2019، تم اعتقاله في برلين بتهمة قتل المواطن الجورجي (زليم خان خانغوشفيلي)، القائد الميداني السابق في الشيشان الذي حاول الحصول على اللجوء السياسي في ألمانيا. وبحسب المحققين، فإن فاديم كراسيكوف، الذي أطلق عليه النار في منطقة تيرغارتن في برلين، “تصرف بناءً على أوامر من السلطات الروسية”. وفي ديسمبر 2021، حكمت المحكمة الإقليمية العليا في برلين على فاديم كراسيكوف بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل.
في فبراير/شباط 2024، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أن السلطات الروسية مهتمة للغاية بعودة فاديم كراسيكوف، الذي، بحسب الرئيس بوتين، “لأسباب وطنية، قضى على قاطع طريق في إحدى العواصم الأوروبية”. و أضاف بوتين: “خلال أحداث القفقاز، هل تعلم ماذا فعل زليم خان؟ لا أريد أن أقول ذلك، لكنني سأقوله على أي حال: لقد وضع جنودنا الأسرى على الطريق، ثم قاد سيارته فوق رؤوسهم. أي نوع من البشر هذا وهل هو إنسان؟!”.
2-الزوجان آنّا دولتسيفا و آرتيم دولتسيف (و طفليهما)
في ديسمبر/كانون الأول 2022، أُلقي القبض عليهما في سلوفينيا بتهمة التجسس لصالح روسيا. وبحسب المحققين، فقد استخدموا جوازات سفر أرجنتينية باسم ماريا روزا ماير مونيوز ولودفيج جيش. منذ عام 2017 يعيشون في ضواحي مدينة ليوبليانا. كانت ماريا ماير تدير معرضاً فنياً عبر الإنترنت، وكان لودفيج جيش يدير شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات. وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن آرتيوم دولتسيف من مواليد باشكيريا و”ضابط النخبة في جهاز المخابرات الخارجية الروسي”. حكمت محكمة مقاطعة ليوبليانا على الزوجين بالسجن لمدة عام و سبعة أشهر لكل منهما.
3-رومان سيليزنيوف، من مواليد عام 1984
نجل عضو مجلس الدوما عن الحزب الليبرالي الديمقراطي فاليري سيليزنيف. اعتقله عملاء الخدمة السرية الأمريكية في مطار مالي بجزر المالديف في يوليو 2014. متهم بقيادة مجموعة قرصنة وسرقة 1.2 مليار دولار من الحسابات المصرفية للمواطنين والمنظمات الأمريكية. في 21 أبريل 2017، في المحكمة الفيدرالية للمنطقة الغربية لواشنطن في سياتل، أدانته هيئة المحلفين بالإجماع بـ 38 تهمة تتعلق بجرائم سيبرانية و حكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً و دفع غرامة 169 مليون دولار. سُجِن في مدينة بوتنر (ولاية نورث كارولينا). وفي أبريل/نيسان 2024، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إن رومان سيليزنيف محتجز في ظروف “صعبة للغاية” وإنه يعاني من مشاكل صحية.
4-فلاديسلاف كليوشين، من مواليد عام 1981
وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا المعلومات M13، التي زودت روسيا بأنظمة مراقبة وسائل الإعلام. وفي يونيو 2021، تم اعتقاله في سويسرا خلال رحلة تزلج، وبعد ذلك تم تسليمه إلى الولايات المتحدة. وفي سبتمبر 2023، أدانته محكمة في بوسطن بتهمة الاحتيال السيبراني في سوق الأوراق المالية وحكمت عليه بالسجن تسع سنوات. وقدرت عائداته غير المشروعة بمبلغ 90 مليون دولار، ولكنه لم يعترف بالتهم الموجهة إليه.
5-فاديم كونوشينوك، من مواليد عام 1975
في ديسمبر/كانون الأول 2022، تم اعتقاله في إستونيا وبحوزته عدة آلاف من الأعيرة النارية الأمريكية، بالإضافة إلى مكونات إلكترونية من 35 نوعاً مختلفاً. وفي يوليو 2023، تم تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث تم اتهامه بتهريب التكنولوجيا (بما في ذلك النووية) والذخيرة الأمريكية للمجمع الصناعي العسكري الروسي. ويشتبه مكتب المدعي العام الأمريكي في أن فاديم له صلات بجهاز الأمن الفيدرالي، ويواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 30 عاماً.
6-ميخائيل ميكوشين، من مواليد عام 1978
حمل اسماً برازيلياً مستعاراً (خوسيه أسيس جاماريا). دعته جامعة ترومسو في النرويج كباحث. عمل على قضايا التهديدات الهجينة والأمن الاجتماعي في مجموعة علمية اسمها “المنطقة الرمادية”. اعتقل في أكتوبر 2022 واتهمته السلطات النرويجية بالعمل لصالح المخابرات الروسية.
7-بافل روبتسوف، من مواليد عام 1982
والمعروف أيضاً باسم بابلو غونزاليس ياغوي، عالم سياسي وصحفي. ولد في عائلة من المهاجرين من إسبانيا الذين فروا إلى الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الأهلية. يعيش والده في موسكو، وتعيش والدته في إسبانيا. يحمل السيد روبتسوف الجنسيتين الروسية والإسبانية. تعاون مع عدد من وسائل الإعلام الإسبانية، وفي عام 2020 قام بتغطية القتال في ناغورني كاراباخ من الجانب الأرمني. اعتقلته السلطات البولندية على الحدود البولندية الأوكرانية ليلة 28 فبراير 2022. وزعمت السلطات البولندية أن السيد روبتسوف كان يعمل في مديرية المخابرات الرئيسية في روسيا؛ ونفى هو نفسه جميع الاتهامات مدعياً أنه كان يمارس أنشطة صحفية. و وفقاً لتقارير إعلامية، لم يتم توجيه أي اتهامات رسمية على الإطلاق. وقد طالبت منظمة العفو الدولية ومنظمة (مراسلون بلا حدود) والاتحاد الدولي للصحفيين بالإفراج عن بابلو غونزاليس.
في حين سلمت روسيا الدول الغربية 16 سجيناً، و هم:
1-إيفان غيرشكوفيتش، من مواليد عام 1991
تخرج من مدرسة برينستون الثانوية وكلية بودوين (بكالوريوس). عمل كصحفي لدى وكالة فرانس برس، ونيويورك تايمز، وصحيفة وول ستريت جورنال. منذ عام 2017 عاش وعمل في موسكو. اعتقل في 29 مارس 2023 في مدينة إيكاترينبورغ. وفقاً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، قام بجمع معلومات سرية حول أنشطة مصنع أورال فاغون زافود، الذي ينتج المعدات العسكرية. في 19 يوليو 2023، حكمت عليه محكمة سفيردلوفسك الإقليمية بالسجن 16 عاماً في سجن شديد الحراسة بتهمة التجسس، وتم إرساله إلى سجن في جمهورية موردوفيا الروسية.
2-بول ويلان، من مواليد عام 1970
يحمل الجنسية الأمريكية و الكندية و البريطانية و الإيرلندية. خدم في مشاة البحرية الأمريكية، حيث تم تسريحه بتهمة الاختلاس. ثم أصبح مديراً للأمن في شركة BorgWarner. منذ عام 2006، بدأ زيارة روسيا بشكل متكرر. وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، اعتقله ضباط جهاز الأمن الفيدرالي في موسكو. وبحسب جهاز المخابرات، فقد تم العثور بحوزته على قرص (فلاش) يحتوي على بيانات سرية. في 15 يونيو 2020، حكمت محكمة مدينة موسكو على بول ويلان بالسجن لمدة 16 عاماً في سجن شديد الحراسة بتهمة التجسس. قضى عقوبته في سجن IK-17 شديد الحراسة في جمهورية موردوفيا.
3-آلسو كورماشيفا، من مواليد عام 1976
تحمل جنسيتين: الروسية والأمريكية. منذ عام 1998، عاشت بشكل دائم في براغ، حيث عملت كمحررة لخدمة المواطنين من القومية التترية-البشكيرية في راديو الحرية (و الذي يعتبر عميلاً أجنبياً ومنظمة غير مرغوب فيها في روسيا). في الوقت نفسه، كانت آلسو كورماشيفا تزور باستمرار مدينة كازان، حيث تم احتجازها في 18 أكتوبر 2023. أولاً، تم رفع دعوى ضدها بموجب المادة 330.1 من الفصل الثالث في القانون الجنائي الروسي حول: “عدم الوفاء بالالتزامات القانونية للعملاء الأجانب بالتسجيل في السجل المناسب، إذا كان الموضوع مرتبطاً بجمع معلومات و بيانات، يمكن استخدامها ضد أمن روسيا، في مجال الأنشطة العسكرية و الفنية-العسكرية الروسية”. في وقت لاحق، تم فتح قضية جنائية ثانية – حول نشر معلومات كاذبة عن القوات المسلحة الروسية. يدور الحديث هنا عن كتاب نُشر في نوفمبر 2022 يتضمن إدانة للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا؛ و كانت آلسو كورماشيفا محررته. وفي 23 يوليو/تموز من عام 2023، حكمت عليها المحكمة العليا في جمهورية تتارستان (بالتهمة الثانية) بالسجن لمدة ستة أعوام ونصف.
4-فلاديمير كارا مورزا، من مواليد عام 1981
يحمل الجنسيتين الروسية والبريطانية. حصل على درجتي الإجازة والماجستير في التاريخ من كلية ترينيتي هول في جامعة كامبريدج. سياسي وصحفي. يعتبر عميلاً أجنبياً في روسيا. في 22 أبريل 2022، تم احتجازه للمحاكمة في قضية “نشر معلومات كاذبة عن القوات المسلحة الروسية”. في 17 أبريل 2023، حكمت محكمة مدينة موسكو على فلاديمير كارا مورزا بالسجن لمدة 25 عاماً بتهم الخيانة، ونشْر أخبار كاذبة عن القوات المسلحة الروسية، وإدارة منظمة غير مرغوب بها في روسيا. قضى عقوبته في سجن IK-6 في مقاطعة أومسك.
5-باتريك شيبل، من مواليد عام 1986
مواطن ألماني، تم اعتقاله ليلة 16 يناير 2024 في مطار بولكوفو في مدينة سان بطرسبورغ بتهمة تهريب المخدرات. وفي اليوم التالي تم إرساله إلى مركز للاحتجاز قبل محاكمته. وفقاً للتحقيقات، أحضر باتريك إلى روسيا طرداً يحتوي على ستة دببة صمغية، وجد الخبراء أنها تحتوي على الماريجوانا. بدأت محكمة سانت بطرسبرغ النظر في قضيته في منتصف أبريل/نيسان هذا العام، و لكن لم يتم إصدار حكم بحقه.
6-ديموري (ديتر) فورونين، من مواليد عام 1979
أصله من جمهورية كومي الروسية. وفقاً لتقارير إعلامية، انتقل في منتصف التسعينيات إلى ألمانيا، حيث حصل على الجنسية واسم جديد، ديتر، مع احتفاظه بجواز سفره الروسي. تم اعتقاله في فبراير/شباط 2021 خلال إحدى رحلاته إلى روسيا. بحسب التحقيقات، تلقى في ديسمبر/كانون الأول 2015 معلومات من الصحفي إيفان سافرونوف حول أنشطة القوات المسلحة الروسية في سورية ودفع 248 دولاراً مقابلها، وبعد ذلك قام بنقل المعلومات إلى المخابرات الخارجية الألمانية و جامعة زيورخ في سويسرا. في المحاكمة، اعترف بالتهم الموجهة إليه في البداية، لكنه تراجع لاحقاً عن هذه الاعترافات. حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً و3 أشهر في سجن شديد الحراسة.
7-جيرمان مويزيس من مواليد عام 1985
يحمل الجنسيتين الروسية والألمانية. منذ سن العاشرة عاش مع عائلته في كولونيا بألمانيا. وفقاً لتصريحاته، بالإضافة إلى جامعة كولونيا، درس في جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية وفي معهد العلاقات الدولية في موسكو، وحصل على درجة الماجستير في القانون. افتتح مكاتب خاصة للمحاماة في سان بطرسبرج و كولونيا. ساعد الأثرياء الروس في الحصول على تصاريح إقامة في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى. في سانت بطرسبرغ كان المدير التنفيذي لجمعية راكبي الدراجات “هيا بنا”. وفي مايو 2024، تم اعتقاله بتهمة الخيانة و وُضِع في مركز احتجاز اسمه (ليفورتوفو) في موسكو لتتم محاكمته لاحقاً.
8-كيفن ليك، من مواليد عام 2005
يحمل الجنسيتين الروسية والألمانية. حتى عام 2017 كان يعيش في ألمانيا، ثم انتقل هو و والدته إلى مدينة مايكوب (جمهورية أديغيا الروسية). في فبراير 2023، اعتقله ضباط جهاز الأمن الفيدرالي في مطار سوتشي أثناء محاولته نقل معلومات و بيانات عن الجيش الروسي إلى ألمانيا. أثناء التفتيش، تمت مصادرة هاتفه الذي كان يستخدم للاتصال باسم مجهول، بالإضافة إلى معدات تصوير. أثناء التحقيق اعترف بالتهم الموجهة إليه. و في ديسمبر 2023، حكمت عليه المحكمة العليا في أديغيا بالسجن لمدة أربع سنوات مع إقامة جبرية إضافية لمدة عام.
9-أوليغ أورلوف، من مواليد عام 1953
في عام 1976 تخرج من كلية البيولوجيا في جامعة موسكو الحكومية، وعمل في معهد فيزيولوجيا النبات التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية. وفي عام 1988، انضم إلى مجموعة مبادرة اسمها (التذكار)، التي أصبحت مركزاً لحقوق الإنسان يحمل نفس الاسم، تم إدراجها لاحقاً في سجل العملاء الأجانب وتمت تصفيتها. حتى مايو 2012، كان رئيساً لمجلس إدارتها. كان محتجزاً في مركز الاحتجاز رقم 2 في مدينة سيزران التابعة لمقاطعة سمارا. في 27 فبراير 2024، حُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة تشويه سمعة القوات المسلحة الروسية بشكل متكرر.
10-إيليا ياشين، من مواليد عام 1983
أكمل دراساته العليا في المدرسة العليا للاقتصاد في قسم العلوم السياسية التطبيقية في موسكو. سياسي وشخصية عامة. من 2017 إلى 2022 – كان نائباً في مجلس النواب المحلي عن منطقة كراسنوسيلسكي في موسكو. في 13 يوليو 2022، ألقي القبض عليه بتهمة نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي بسبب مقطع فيديو منشور على موقع يوتيوب علق فيه على تصرفات القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا. في ديسمبر 2022، حكمت عليه محكمة منطقة ميشانسكي في موسكو بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف. قضى عقوبته في السجن IK-3 في مقاطعة سمالينسك.
11-فاديم أوستانين، من مواليد عام 1976
المنسق السابق لـ “مقر نافالني” في مدينة بارناول في إقليم ألطاي. تعتبر مقرات نافالني منظمات متطرفة، تم تصفيتها وحظرها في روسيا. وكان عضواً في المجلس المحلي لمدينة بييسك التابعة لإقليم ألطاي. اعتقل في مارس/آذار 2022. بحسب التحقيقات، كان في الفترة من 2017 إلى أبريل 2021 في مدينة بارناول منسقاً في منظمة محظورة. وفي يوليو 2023، حكمت عليه محكمة منطقة بارناول المركزية بالسجن لمدة تسع سنوات.
12-أندريه بيفوفاروف، من مواليد عام 1981
تخرج من كلية الاقتصاد بجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية. سياسي و رجل أعمال. منذ عام 2019 أصبح المدير التنفيذي للمنظمة العامة “روسيا المنفتحة”، و التي تعتبر منظمة غير مرغوب فيها في روسيا. في 31 مارس/آذار 2021، تم احتجازه في مطار سانت بطرسبرغ “بولكوفو” بتهمة “القيام بأنشطة في منظمة غير مرغوب فيها”. في 15 يوليو 2022، حكمت عليه محكمة منطقة لينينسكي في كراسنودار بالسجن لمدة أربع سنوات مع حظر مزاولة الأنشطة السياسية لمدة ثماني سنوات. قضى حكمه في السجن IK-7 في جمهورية كاريليا الروسية.
13-ليليا تشانيشيفا، من مواليد عام 1982
تخرجت من الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية. في عام 2013، انضمت إلى حزب التقدم غير المسجل بزعامة أليكسي نافالني. كانت رئيساً لمقر نافالني في أوفا بين عامي 2017-2021. أُعتقِلت في أوفا في 9 نوفمبر 2021 في قضية إنشاء منظمة متطرفة. وفي 14 يونيو 2023، حكم عليها بالسجن سبع سنوات ونصف بموجب المادة الخاصة بالمنظمات المتطرفة. وفي أبريل 2024، شددت المحكمة العليا في جمهورية باشكورتوستان العقوبة إلى السجن لمدة تسع سنوات ونصف. أمضت عقوبتها في السجن IK-28 في مقاطعة بيرم.
14-ألكسندرا سكوشيلينكو، من مواليد عام 1990
درست في قسم الإخراج في المعهد الحكومي الروسي للفنون المسرحية. بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، شاركت في أعمال “المقاومة النسوية المناهضة للحرب”، و التي تعتبر عميلاً أجنبياً ومنظمة غير مرغوب فيها. كما قامت بتوزيع منشورات مناهضة للحرب باستخدام بطاقات الأسعار. في 11 أبريل 2022، تم اعتقالها في مدينة سانت بطرسبرغ بتهمة “نشر معلومات كاذبة عن القوات المسلحة الروسية”. في 16 نوفمبر 2023، حكمت محكمة منطقة فاسيليوستروفسكي في سانت بطرسبرغ بالسجن لمدة سبع سنوات.
15-كسينيا فادييفا، من مواليد عام 1992
في عام 2014 تخرجت من كلية الإدارة الدولية بجامعة تومسك الحكومية. كانت منسقة حركة “الصوت”، روسيا تعتبر هذه الحركة عميلاً أجنبياً، وتعتبر فرعاً لـ “الشبكة الأوروبية لمنظمات مراقبة الانتخابات”، وهي منظمة غير مرغوب بها في روسيا. بين عامي 2017-2021 أصبحت رئيساً لمقر نافالني في تومسك. في سبتمبر عام 2020، تم انتخابها لعضوية مجلس مدينة تومسك. اعتُقِلت في 28 ديسمبر/كانون الأول 2021 بتهمة تنظيم جماعة متطرفة وإنشاء منظمة غير حكومية “تتعدى على حقوق المواطنين”. في 29 ديسمبر 2023، حكمت عليها محكمة منطقة سوفيتسكي في مدينة تومسك بالسجن تسع سنوات و غرامة مالية قيمتها 500 ألف روبل. قضت فترة حكمها في السجن IK-9 في مدينة نوفوسيبيرسك.
16-ريكو كريجر، من مواليد عام 1993
مواطن ألماني، عمل بين عامي 2014-2017 في السفارة الأمريكية في برلين. من عام 2021 إلى 2023 عمل في الصليب الأحمر. منذ عام 2023، حارب في أوكرانيا إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية. في 6 أكتوبر 2023، تم اعتقاله في بيلاروسيا حيث دخلها كسائح. بحسب التحقيقات، فإنه بناء على تعليمات من جهاز الأمن الأوكراني، قام بتصوير معدات عسكرية وفجّر خط سكة حديد بالقرب من مينسك. في 21 يوليو/تموز 2024، أدانته محكمة مينسك الإقليمية بتهمة “الارتزاق و الإرهاب” وحكمت عليه بالإعدام. في 30 يوليو من هذا العام، أصدر الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشنكو عفواً عنه.
ختاماً، قد تمهّد هذه الصفقة لصفقات أخرى بين الفريقين. فلقد أكد نائب رئيس الفرع الروسي للجنة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، إيفان ميلنيكوف، في حوار مع صحيفة كوميرسانت الروسية: “بحسب معلوماتي، هناك حوالي عشرين مواطناً أمريكياً، بالإضافة إلى أشخاص يحملون جنسية مزدوجة، في السجون الروسية و مراكز الاحتجاز، معظمهم قيد التحقيق أو يقضون عقوبات الجرائم ذات الطبيعة العامة. ويتمنون جميعاً العودة إلى أوطانهم في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك مقابل الروس المعتقلين في الولايات المتحدة”. وأشار إيفان ميلنيكوف إلى أن عدد المواطنين الروس المحتجزين في الولايات المتحدة يُقدّر بالمئات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور آصف ملحم – مدير مركز جي إس إم للأبحاث و الدراسات (موسكو).
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً