بقلم الأستاذ عباس الزيدي*
هل بدأ الهجوم الأوكراني المضاد أم أنّ ما حصل عمليات تمويه وتضليل للقوات الروسية؟
أعلن بوتين عن فشل الهجوم المضاد الأوكراني وتكبُّد القوات الأوكرانية خسائر غير قليلة في الأرواح والمعدّات.
ولابدّ لنا من وقفة على مجريات الأحداث:
أولاً-العمليات في أوكرانيا:
1-حصلت تعرضات كبيرة تقترب من مستوى العمليات الكبرى
2-مع تباين موازين القوى تمّ استخدام جميع أسلحة الميدان مع أفضليّة للجانب الروسي في الطائرات المسيّرة والمدفعية والأسلحة المضادّة للدّروع وركّز الجانب الأوكراني على العنصر البشري مما زاد في خسائره وأيضا حصل الجانب الروسي على غنائمَ مهمةٍ منها دبابات ألمانية نوع(ليوبارد) ومدرعات (برادلي) الأمريكية مع ذخائرها. وبطبيعة الحال سوف ترسل تلك الغنائم إلى إيران لغرض استنساخها
3-القوات الأوكرانية وسّعت جبهة تعرضها لتشمل دونيتسك واستعادة بعض القرى وحاولت التّقرب من باخموت فيما ركّزت على محوري اوتجيف وتوكماك -رغم صعوبتهما- اللذَين يعتبران بوابة طرق الدعم والإمداد للقوات الروسية باتّجاه جزيرة القرم … مما يعني أن الهدف الأساسي من الهجوم المضاد هو جزيرة القرم وليس باخموت أو غيرها وما حصل هو إحدى صفحات ذلك …!!!
ثانياً-إجراءات روسيّة عقابية واحترازيّة: عمدت روسيا الى تعليق وإيقاف التفاهم بينها وبين تركيا بخصوص السماح بتصدير الحبوب (الحنطة الأوكرانية) عن طريق البحر لغرض:
1-تحجيم الجهد الاستخباراتي للناتو وأوكرانيا في البحر الاسود
2-الضغط على أوكرانيا والدول المستوردة
3-الضغط على تركيا التي غيّرت موقفها بعد فوز أردوغان
ثالثاً-الانتشار البحري:
1-الإغلاق الأمريكي البحري من وسط المحيط الهادي إلى أستراليا أمام كل من روسيا والصين
2-السيطرة على البحر الأحمر حيث دفعت بالعديد من قطعها البحرية التي تمركزت في خليج عدن وبالتالي السيطرة الجزئية على المحيط الهندي وتأمين الاتّصال بالمحيط الأطلسي
3-انتشار بحري كثيف في بحر البلطيق
4-زيادة لقوات الاحتلال الأمريكي في سوريا بواقع 2500 عنصر مع عدد من الآليات
رابعاً-المتوقّع في قادم الأيام
1-مزيد من الاستفزازات الأمريكية في بحر الصين
2-إغلاق كامل للبحر الأسود من جهة تركيا أمام روسيا
2-نشر قوات للناتو في السودان وتحديداً في ميناء بورتسودان
3-اتّساع جغرافيا الحرب وانخراط كل من بيلاروسيا وبولندا فيها
خامساً-الخلاصة
1-ماحصل ليس بالهجوم المضاد وإنما هي مقدمات والهدف الأساسي سيكون جزيرة القرم وبالتالي حرمان روسيا من البحر الأسود والشروع في استعادة المناطق الأوكرانية والتضييق على روسيا بعد الاقتراب الحذر من حدودها.
2-من المرجّح قيام أمريكا بعمل عدواني في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط) يستهدف سوريا يتزامن مع الهجوم الأوكراني المضاد.
= = = = =
*الأستاذ عباس الزيدي – باحث سياسي و خبير إستراتيجي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً