بقلم الأستاذ طلعت طه*
جو بايدن، لن يدخل البيت الأبيض مرة أخرى؛ بدأ بادعاء إصابته بفيروس كورونا، بينما واقع الحال ومعطيات وقائعه الصحفية بينت أنه مصاب بالخرف، و قواه واهنة تماماً
مهدت الإدارة الأمريكية كرسي البيت الأبيض للرئيس القادم دونالد ترامب علي طريق مفروش بالورد، بعدما استغل اللوبي الصهيوني الرجل المريض بايدن في تمرير أكبر صفقات الأسلحه في تاريخ الولايات المتحدة إلى إسرائيل بسهولة، إلى أن يأتي ترامب و يشرعن قانوناً لحماية إسرائيل.
يشير واقع الحال الآن إلى أن الحرب على غزة مستمرة حتى نوفمبر القادم، إلى أن يأتي المخلص ترامب ويوقف الحرب، بعدما أبادت إسرائيل و أحرقت كل شيء على أرض غزة.
المسرحية الهزلية التي تكتبها واشنطن، و ينفق عليها اللوبي اليهودي المليارات، ويشاهدها مجلس الأمن، ما هي إلا توحش أمريكي، ربما تدفع ثمنه الولايات المتحدة في الأشهر القادمة، فلا أمن لمن لا يعطي لغيره الأمان!
الرصيف الوهمي، البحري، الذي تعتبره الولايات المتحدة عملاً عظيماً سينقذ الغزاويين، و سوف يدخل لهم المواد الطبية و الإغاثية، لم تستطع واشنطن الآن سوى صيانته، ولم يتم تشغيله إلا بعد فترة طويلة على بداية الحرب،
ما هو إلا ستارة لخروج الغزاويين إلى قبرص، أو إلى المجهول، هرباً من جحيم الحياه في غزة.
الكثيرون يقولون أن نتنياهو هو حجر العثرة في إبرام أي صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار في غزة، و لكن نتنياهو سوف يرحل من منصبه كرئيس للحكومة في نهاية المطاف، و هو الآن يماطل في ذلك من خلال إطالة أمد الحرب والتهرب من الوصول إلى اتفاق تسوية، ومن سيخلفه سيكون أسوأ منه وأشد بطشاً؛ فتاريخ إسرائيل معروف للكبير و الصغير في المنطقة العربية، وهي منذ نشوئها قامت على البطش و الإجرام بحق الشعب الفلسطيني.
فضلاً عن ذلك، فإننا لا نعتقد أن الإدراة الأمريكية غير قادرة على الضغط على نتنياهو، فهي التي تقدم السلاح الذي يقتل الفلسطيني، كما أنها تعارض جميع القرارات لوقف إطلاق النار و تسوية القضية الفلسطينية.
علاوة على ذلك، فإن مقترح بايدن للسلام في غزة هو مجرد مناورة مكشوفة لإعطاء إسرائيل المزيد من الوقت للبطش بغزة و سكانها، و الإدارة الأمريكية لم و لن تكون جادةً في أي صفقة ليست لصالح إسرائيل.
تكمن المشكلة في كل هذا اللغط، و الشد الجذب، حيال الملف الفلسطيني بأن نتنياهو دخل في نفق المعالجة الأمنية للوضع في غزة، و كما لا يخفى على أحد فإن الخروج من هذا الفخ ليس كالوقوع فيه. لذلك فإننا نخشى أن يكون سيناريو التصعيد الدائم و الحرب طويلة الأجل هو السيناريو المفضل عند الإدارة الأمريكية، لكي يبقى هذه الصراع أداة ابتزاز للدول العربية و تحصيل المكاسب الاقتصادية.
علاوة على تعقيدات الصراع العربي-الإسرائيلي وتشعبه فإن هناك عناصر جديدة قد أضيفت إلى المشهد، أهمها انضمام مصر و السعودية و الإمارات و إيران إلى مجموعة بريكس و التمدد الصيني-الروسي في المنطقة العربية، و هذا يقلق واشنطن بدون أدنى شك. لذلك، و على هذه الخلفية، يبرز السؤال التالي:
هل تريد واشنطن إطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى لإعاقة هذه المساعي الروسية-الصينية، أم أن الموضوع مرتبط بحماس و الفصائل الفلسطينية التي نفذت طوفان الأقصى؟
وهذا السؤال جوهري و هام، سنترك الإجابة عليه للمستقبل، وللقراء الكرام لإبداء الرأي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأستاذ طلعت طه – كاتب و محلل سياسي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً