بقلم الأستاذ عباس الزيدي*
أولاً-في النشأة والتأسيس
1-عصبة الأمم، التي تأسست عام 1919، بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بموجب معاهدة فرساي “لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والأمن”.
2-قُبيل نهاية الحرب العالمية الثانية اجتمع ممثلو 50 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة حول التنظيم الدولي في سان فرانسيسكو-كاليفورنيا في الفترة من 25 نيسان/أبريل إلى 26 حزيران/يونيو 1945. وعلى مدار الشهرين التاليين، شرعوا في صياغة ميثاق الأمم المتحدة ثم التوقيع على إنشاء منظمة دولية جديدة من المأمول أن تمنع نشوب حرب عالمية أخرى. وبعد أربعة أشهر من انتهاء مؤتمر سان فرانسيسكو، بدأت الأمم المتحدة عملها رسمياً في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945، عندما ظهرت إلى الوجود بعد أن صادقت الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على ميثاقها، إضافةً لغالبية الموقِّعين الآخرين. تعمل على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين، وحماية حقوق الإنسان، والتمسك بالقانون الدولي.
3-مجموعة من المبادئ، تمّ الاتفاق عليها، تحثّ الأعضاء لتحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك، إطلاقاً بلا تمييز على أساس الجنس أو اللغة أو الدين أو العرق.
4-أكّد ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الأول على المبادئ اِلأساسية لحقوق الإنسان وحفظ السلم والأمن الدوليين، وإنماء العلاقات الودّية بين الأمم والشعوب على أساس الاحترام، وحل المسائل العالقة، واعتبار الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال الأمم على أساس المساواة، والتزام الأعضاء بالميثاق.
5-من جملة المبادئ: إنهاء الاستعمار وتحقيق السيادة. وقد شكّلت الأمم المتحدة وفق المادة 73ه لجنةً مختصةً، حصلت من خلالها أـكثر من 80 مستعمرة على استقلالها وأكثر من 11 إقليماً على حق تقرير المصير.
6-جاء في المادة السادسة من الفصل الأول: إذا انتهك العضو مبادئ الميثاق جاز للجنة العليا إنهاء عضويته بناءً على توصية من مجلس الأمن.
7-وافقت الجمعية العامة لعصبة الأمم يوم 3/تشرين الأول/1932 على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المُقدَّم من المملكة العراقية، بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق السيد نوري السعيد ,ليصبح العراق أول دولة عربية تنضم إلى هذه المنظمة الدولية في حينها.
ثانياً-إسرائيل والأمم المتحدة
1-إعلان قيام الكيان الصهيوني في 14 أيار / مايو 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، بعد إعلان ديفيد بن غوريون، الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية، قيام الكيان الإسرائيلي، واحتلال الشعب اليهودي لما أسماه أرضه التاريخية.
2-اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 273 في 11 مايو 1949 لقبول طلب دولة إسرائيل الدخول في عضوية الأمم المتحدة.
3-كانت الولايات المتحدة أولَ دولة تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة في 14 مايو 1948، عندما أصدر الرئيس هاري ترومان بيان اعتراف عقب إعلان إسرائيل الاستقلال في التاريخ نفسه. من ثم تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية، عندما قدم السفير الأمريكي جيمس غروفر ماكدونالد أوراق اعتماده في 28 مارس 1949. وكان الاتحاد السوفيتي ثاني دولة تعترف بإسرائيل اعترافاً قطعياً بتاريخ 17 مايو 1949.
ثالثاً-الخروقات التي شابت عمل المنظمة
الأمم المتحدة منظمة ومظلّة دولية تحكمها عدّة قوانينَ ومواثيقَ وضوابطَ على أثر اتفاقيات ملزمة لأعضائها. خلال مسيرتها حدثت عدة خروقات، ويبقى قصب السبق في ذلك والمرتبة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني لعشرات بل مئات المرات. حيث قامت هاتان الدولتان بالاحتلال والاستعمار والغزو غير الشرعي وجرائم الإبادة الجماعية والقتل والتدخل غير المشروع وانتهاك السيادة وحياكة المؤامرات ونهب الثروات… الخ. حاولت الولايات المتحدة أكثر من مرة استخدام المظلة الدولية (الأمم المتحدة) لشرعنة عدوانها وتطبيق سياستها الخارجية وعسكرتها عن طريق القوة.
رابعاً-في كل مرحلة انتقالية عالمية يحدث تغيير واضح في نظم العلاقات الدولية وقوانينها على ضوء المستجدات، ويكون لميزان القوى العالمي الأثرُ الكبيرُ في نوع العلاقات والقوانين التي تحكم العالم. نحن اليوم على أعتاب نظام عالمي جديد متعدد القطبية، بعد أن كان أحادي القطبية، فمن الطبيعي أن تنهار تلك الجمعية مع جملة من قوانينها لتبدأ عصراً جديداً ومرحلة جديدة على كل الجوانب والأصعدة كافةً.
بناءً على ما تقدم، وفي ضوء الخروقات والجرائم الصهيونية في فلسطين، يبرز السؤال:
هل سقطت الأمم المتحدة حالياً، ويُنتَظر ولادةٌ جديدة؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأستاذ عباس الزيدي – باحث سياسي و خبير إستراتيجي
جميع الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز جي إس إم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً